على سوريا المستقبل الزاهر مناديا    إيداع رئيس تنسيقية ضحايا زلزال الحوز سجن لوداية بمراكش    فرانسوا بايرو يكشف عن تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة    موانئ الواجهة المتوسطية: انخفاض بنسبة 17 بالمائة في كمية مفرغات الصيد البحري عند متم نونبر الماضي    إدانة رئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة بالسجن في قضية اختلاسات مالية    حملة اعتقال نشطاء "مانيش راضي" تؤكد رعب الكابرانات من التغيير    دياز يثني على مبابي.. أوفى بالوعد الذي قطعه لي    المغرب يستعد لإطلاق خدمة الجيل الخامس من الانترنت    جلالة الملك يترأس جلسة عمل بشأن مراجعة مدونة الأسرة    بقيادة جلالة الملك.. تجديد المدونة لحماية الأسرة المغربية وتعزيز تماسك المجتمع    العراق يجدد دعم مغربية الصحراء .. وبوريطة: "قمة بغداد" مرحلة مهمة    إرجاء محاكمة البرلماني السيمو ومن معه    "بوحمرون" يستنفر المدارس بتطوان    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء            الأزمي: لشكر "بغا يدخل للحكومة على ظهرنا" بدعوته لملتمس رقابة في مجلس النواب    الدار البيضاء.. توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    تقديم «أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر» بالرباط    أجماع يعرض جديد حروفياته بمدينة خنيفرة    أخبار الساحة    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا لثلاثة أيام مع أسبوع غضب    في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الثاني-    تقديم العروض لصفقات بنك المغرب.. الصيغة الإلكترونية إلزامية ابتداء من فاتح يناير 2025        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا        مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانتخابات التشريعية بين ''لإسلام و الطوفان'' في المغرب
نشر في الجديدة 24 يوم 09 - 10 - 2016

span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""تعد نتائج الانتخابات التي جرت عبر التراب الوطني بالأمس ذات دلالات عميقة تعبر عن ضبابية المنظومة السياسية بأكملها، حيث اكتسح حزب العدالة والتنمية الساحة الانتخابية بكثلة ناخبة مجيشة و معبئة إيديولوجيا، لا يهمها إلا "أنصر أخاك المسلم على أعداءه!"، و حزب الأصالة والمعاصرة الذي أُحدث مؤخراً، ويعد حزبا إداريا بامتياز، استطاع هو الآخر نيل المرتبة الثانية أمام أحزاب وطنية تآكلت من span lang="AR-MA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr;mso-bidi-language:="" ar-ma"=""جراء span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%; font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";="" mso-fareast-language:fr"=""كثرة احتكاكها بالأجهزة المخزنية، وهكذا تمت هندسة الخريطة الانتخابية بمرجعية عقائدية، و مرجعية مخزنية، و لا أحد يعلم مآل هذه الهندسة في المستقبل، خصوصا أمام هذا التجييش الإسلاموي الذي أصبح واضحا الآن في الساحة المغربية، و فكرة "أخونة المجتمع"، تبدو قريبة جداً من هذا السياق. span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height:150%; font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";="" mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"="" و لن نفشي سرا إن أشرنا إلى أن النظام سيتحمل وزر التبعات التي ستترتب عن هذه الانتخابات، دون ذكر عامة الشعب التي لا زالت تعاني من ويلات الاختيارات السياسية والاقتصادية الخاطئة الماضوية والراهنة، إذ لازالت في وضعية الانتظار (span dir="LTR" style="font-size:14.0pt; line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:="" "times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""standbyspan lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"="") تحلم بإقلاع سياسي واقتصادي وشيك.span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""إن معدل المشاركة في الانتخابات، والذي حددته وزارة الداخلية في 43٪ بعدما كان لا يتعدى 10٪ طيلة صباح يوم الجمعة، شهد هو الآخر بعض الانحرافات عن المسار الديمقراطي عبر تعبئة مرتجلة للمواطنين من طرف بعض المرشحين في مناطق عدة، إذ حين لوحظ تراجع نسبة المشاركة في الصباح، قام الكثير من مرشحي الأحزاب بشحن المواطنين على مثن شاحنات إلى مكاتب التصويت بغرض تكثيف نسبة المشاركة في عدة مناطق بالمغرب، و ذلك قصد الاستفادة من ارتفاع نسبة الأصوات، وكل هذا تم في أجواء عادية بغض الطرف من لدن بعض المسؤولين في وزارة الداخلية، لأن نسبة المشاركة هي بمثابة مرآة تعكس مصداقية الانتخابات.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""في حقيقة الأمر، لقد وضعت هذه الانتخابات الدولة أمام مسؤولية تاريخية ملحة، إذ لا بد لها الآن من ترسيخ مبادئ الديمقراطية بالمغرب على مستوى أهل القاع، فبدون تأهيل الشعب للممارسة الديمقراطية، و دون السهر على تجديد النخب السياسية، وتوجيه عملها الميداني، سيظل المسار الديمقراطي واجهة مبلطة للنظام، و تستفيد منها فقط تلك الأحزاب التي تستطيع تأطير أتباعها إيديولوجيا، و تقنعهم برؤيتها للوجود.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""إن فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات الحالية يدخل في السياق ذاته المذكور أعلاه، و يأتي في ظل عزوف أغلبية صامتة من المغاربة ومقاطعتها للعملية الانتخابية، و ذلك لعدم ثقتها بالنخب المترشحة، و مما يضع الدولة في مأزق خطير أمام تزايد أعداد المنتسبين إلى جماعة عقائدية ذات توجه إيديولوجي إسلاموي لا علاقة له بالقضايا المحلية، و لا بالمشاكل الاقتصادية والثقافية التي يعيشها البلد، فلنكن واضحين، من صوت اليوم على العدالة والتنمية لم يصوت على برنامج اقتصادي وسياسي متكامل، و لا علم له بالمشاريع السياسية والاقتصادية التي يطرحها الحزب إن توفرت لديه، و لا إلمام له بالعملية الديمقراطية. صوت هذا الشخص فقط لكي يتضامن مع "أخيه المسلم"، رفيقه في الدرب والكفاح من أجل "إعلاء كلمة الحق ورفع راية الإسلام"....إذن فما دور الملك في هذا البلد؟! وما دور الدستور، ذلك التعاقد بين الملك والشعب حول حماية الملة والدين؟!
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"="" صوت هذا الشخص كذلك ضد التحكم، كما جاء على لسان بن كيران، حيث قاد حملته الانتخابية بأكملها تحت شعار محاربة التحكم، و من المفارقات المكشوفة، هو أن المترشح نفسه، هو من نادى خلال ولاية حكومية سابقة بأنه يحارب العفاريت و التماسيح، وكأننا نعيش في غابة يتجول بين أدغالها دون كيشوت، ذلك المحارب الذي استهلك عقودا من الزمن وهو يصارع طواحين الهواء!؟
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""نجح حزب العدالة والتنمية في حربه الوهمية ضد الدولة العميقة رغم أنه انخرط في دواليب الحكم، وأعاد إنتاج الاستبداد بأشكال عدّة، و الحال كما تبدو عليه المنظومة، هو أن الدولة تسمح للإسلامويين بالممارسة السياسية تحت لواء التفتح الديمقراطي، و بتزكية من الدول الحليفة، و نذكر بالخصوص الولايات المتحدة.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""نسجلها للتاريخ فقط: توجد الملكية حاليا في مأزق سياسي لا تحسد عليه، إذ يجب أن نعي جيدا خطورة الوضع الآن، هناك أنصار مؤطرون يساندون الإيديولوجية الإسلاموية، و هم في سباق محموم لأخونة الدولة والمجتمع. و يوما بعد يوم يكتسبون مساحات وأنصار، و سيأتي اليوم الذي يجد المغرب نفسه فيه محاصرا بتفكير غيبي أسطوري لا يستطيع المجتمع مقاومته، ولا محاربة أفكاره، خصوصا مادامت الدولة تنخرط في نفس الخطاب بتقعيد لجهالة مقدسة حسب تعبير أركون، و إنتاجها في مؤسسات تربوية و جامعية تعمل على نشر أفكار لاهوتية لا يمكن مناقشتها بمنطق العلم والتجربة.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""لنقولها بصراحة: يجب على النظام تحمل مسؤوليته التاريخية، إما بالعودة للحكم الاستبدادي، و هذا سيعتبر مفارقة صارخة و ضربا من الخيال في عالم ما بعد الحداثة، و إما بإرساء ديمقراطية حقيقية ترتكز على تأطير الشعب سياسيا و تجديد النخب السياسية ، والقطيعة مع السماسرة و رجالات الدولة التي تشتري الأصوات والذمم...
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""ليس هناك خيار آخر أمام النظام، إما أن يلتجأ إلى مقاربة علمية لمقاربة تطبيق شروط الديمقراطية بالمغرب، و إما أن تستمر أجهزة الدولة في التدخل في اللعبة السياسية بدوافع أمنية، مما قد يفسدها، ويضع المجتمع أمام اعتباطية السيناريوهات المصرية مستقبلا.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""لا سبيل للنظام الحاكم إلا أن يضع أسسا متينة للممارسة الديمقراطية، وإلا سيجد نفسه في صراع ثنائي في مواجهة المد الإسلاموي دون سند شعبي، و ما يشير إلى مثل هذه التوقعات، هو ما وقع بالأمس، حيث أن الانتخابات أفرزت نجاح كثلة مؤطرة مأدلجة لم تأتي إلى صناديق الاقتراع بدافع التصويت على برامج انتخابية، بقدر ما جاءت لتدافع عن الدين، ومن يحميه في إطار تصورها هو حزب العدالة والتنمية، تلك حرب وهمية و شرسة على المكتسبات الدينية بالبلد، وهذا التمثل يضع علامات استفهام عن مدى تراجع دور حامي الملة والدين في الذهنية الإسلاموية، إذن فما دور الملك حتى نصوت على بن كيران بوصفه ناصر الملة والدين، و ماذا سينتظر الشعب المغربي من حزب يؤطر أفراده جناحا دعويا لا علاقة له بأمور السياسة والاقتصاد، وهو بمثابة الأم (الواليدة، حسب تعبير بن كيران) التي تنجب شباب الحزب و تحتضنه.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""هل ستضطر الأجهزة المخزنية لاختراق هذا الحزب، وتفتيته و تمزيقه لإضعافه، كما حصل مع الأحزاب الوطنية في الماضي، و هذا ما لا ننصح به، لأن تشرذم الإسلاموية سوف يضعها خارج مراقبة الدولة، وقد تنزلق بعض الفئات إلى المجهول أو إلى ما لا يحمد عقباه... هل سيلتجأ المخزن الآن إلى قطع الطريق عن الحزب بخلق عراقيل للتحالفات الحزبية الممكنة، وهكذا يجد الحزب نفسه معزولا و غير قادر على قيادة ائتلاف حكومي، هذا يبدو سيناريوها مستبعدا، لأنه سيضع البيجيدي ضحية التحكم، و قد يأجج أنصاره و قواعده لخوض معارك نضالية نحن في غنى عنها، و مما قد يؤدي بنا إلى سيناريوهات لا علم لنا بنتائجها.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""نحن واثقون أن الأجهزة الاستخباراتية لها المعطيات الكافية بخبايا الأمور، و نجاح البيجيدي في هذا الوقت بالذات له قراءة خاصة من طرف أجهزة الدولة، و البلدان التي تربطها علاقة مصالح مع المغرب، فعودة البيجيدي لكرسي الحكم متوقع جدا، رغم المناورات التي قامت بها بعض الجهات لفضح عورات الحزب وتقديمه في صورة مبتدئ في عالم السياسة، وهذه الصورة لم تجد نفعا.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""نحن نعلم أن النظام الحاكم واثق من نفسه، لأنه ينطلق من مقاربة ماركسية للوجود تقر بسلطة المال على الفكر، وبالتالي فمن يتحكم في عصب الاقتصاد قد يؤثر في القرارات السياسية، لكن حزب العدالة والتنمية إبان هذه الانتخابات الأخيرة، بين على أن الاقتصاد قد يصبح ضعيفا أمام صمود الفكر العقائدي، و لا ننسى في السياق نفسه نظرية ماكس فيبر التي تقول بأن الثقافة قد تقود الاقتصاد، إذ قد يعمل الحاكم على تجويع و تفقير و اضطهاد معتنق الفكر الإسلاموي، لكن لن يستطيع تغيير ولائاته العقائدية اتجاه الجماعة التي ينتمي إليها، وما يقع في مصر هو خير مثال عما نقول، و ذلك لأن هذه الجماعة الإسلامية تمنحه رأسمالا رمزيا يتجلى في هوية اجتماعية، و إحساس بالانتماء، بالرغم من عدم توفرها على رأسمال مادي قد يعتمد عليه المنخرط.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""لهذا نحن ندعو جميع اللاعبين السياسيين، بما فيهم جميع مكونات الدولة بالسهر على إرساء مبادئ ديمقراطية حقيقية تقوم بتجديد النخب السياسية، و إعادة ثقة المواطنيين في العمل السياسي، و إبعاد السماسرة عن الميدان، لأن استمرار سماسرة الانتخابات في اكتساح الساحة السياسية، هو من سيعطي مصداقية وتعاطف لابن كيران وحزبه. و حتى لا نكون متحاملين على بن كيران وأتباعه، فلا عيب في هذا الحزب سوى أنه قد يقود البلد نحو انتشار و توسع الحاضنة الإسلاموية، لأنه لا يسعى لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية واضحة، بقدر ما يسعى لترسيخ مبادئ لا علاقة لها بهموم الشعب، فالمغاربة ليسوا في حاجة لتخليق الحياة العامة بتطبيق الشريعة على الطريقة السلفية أو الخوارجية، بقدر ما هم في حاجة لتخليقها بمبادئ المواطنة و شروط العيش الكريم، وتطوير الاقتصاد، وخلق فرص الشغل.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""لنعود إلى مهرجان بنكيران الخطابي بأكادير، والذي أذيع على الجزيرة مباشر، إذ تحدث فيه بالواضح عن قوة الحزب، وكيف يتحكم هو بوصفه قائد في حماسة شبابه الثورية، وكيف عمل على الحفاظ على الملكية بعدم موافقته على نزول الشبيبة العدلية إلى الشارع رفقة حركة 20 فبراير للمطالبة بإسقاط الفساد، كما أنه اعتمد لهجة الند بالند مع رموز الدولة، و أرسل رسائل مبطنة لمن يهمهم الأمر بأن الإسلام قادم وزائد في الانتشار، وكأن المغرب في العمق يدين بدين غير الإسلام. إن كل من يتقن تحليل الخطاب، سيكتشف أن خطاب بن كيران لم يكن بريئا، حيث لوح في فترات عديدة بأن الجماعة مستعدة لخوض معركة مصيرية في حال إن أبعدت الأجهزة الحزب عن الحكم، بالرغم من نفيه الصريح بأنه يمارس السياسة، و لا يمكن أن يقامر باستقرار البلد.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""هنا تطرح عدة أسئلة، كيف لنا أن نستمر في اللعبة الديمقراطية بأرضية عقائدية تستمد قوتها من المقدس، وتسعى لمحو ثقافة إسلامية شعبية متجذرة في هذا المجتمع، تنبني على طقوس وشعائر تمزج بين التلاقح الثقافي الذي شهده المغرب عبر التاريخ، و يرى فيها أتباع التوحيد والإصلاح أنها هرطقة وخروج عن الشريعة. حين يصبح المواطن المغربي يصوت بوازع ديني على من يصلي ويؤدي الفرائض، ويرفض التصويت على غير الملتزم بصفة عامة دون النظر إلى الكفاءة السياسية في تدبير الشأن العام، ستنزلق بنا السفينة لا محالة إلى حاضنة تفرخ الدواعش، و يَصْدُق فيها كلام ياسّين: " الإسلام أو الطوفان"
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt; line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:="" "times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr"=""ذ. محمد معروف، أستاذ بجامعة شعيب الدكالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.