لقد أنصت لهن و لهم و لم أنطق بأية كلمة و لم أعط أي عهد لأي أحد و هن و هم حملة أوراق للدعاية الإنتخابية في انتظار ما تسفر عليه نتائج 7 أكتوبر ... كلامهم كان متشابها و مفتوحا على كل الواجهات سواء على اليمين أو سواء على اليسار، كلام ترقص عليه الذئاب و الثعالب و التماسيح في كل غابة أو بركة كانت. حدثوني عن إعادة الهيكلة و ترميم البنية التحتية في قالب هزلي لبرامج وهمية لتصميم خماسي يدخلون فيه فارغين و يخرجون فارغين، سيصلحون فيه هياكلنا و سيزودونها بالوقود من عندنا. هذا كان ملخص خطابهم هن اللواتي و هم الذين أتوا لخطبة أصواتنا للزواج خمس سنوات قابلة للتمديد. و الجملة الوحيدة التي كنت أكررها على مسامع خطيباتي و خطّابي و هي ' كن ما قلت و لا تتلوز عفوا و لا تتلون ' فالذي يرقص لا مكان لتخبئة لحيته.
كلام حلو و قول معسل و إيحاأت مدرحة بلسان بعض 'المريقية' المتطفلين على الحامل و الحملة و المتسلطين على ثقافة و تربية وطني، وعود بلا حدود جعلتني أغلق باب السياسة لفتح نوافذ الكتابة المطلة علىى المشهد السياسي والثقافي المغربي، راجيا من كل من سيصبح ناطقا بإسمي أن يبق ملتزما بما قال عندما طرق أبوابنا لخطبتنا ملتزما كل الإلتزام بما وعد. لأنه و كما قال مشايخة فن الحلقة و المختصون في فن الكلام:
' الغناء ليس له أوزان و الجمهور يصفق عليه ' يقول شيخ الكمان ابن درب السلطان ' الكمنجاتي اخْلَيْفَة ' ، ' لغنا ما ليه كود و الناس قابلاه '
أما الحاج الطاهر زعطوط رائد فن الحلقة و الإختصاصي في إخراج المال من جيوب الجمهور بساحة بوشريط كان يقول ' مال اللبن فاز بها زعطوط ' فلوس اللبن ادّاهم زعطوط '
و ها أنا أمزج بين كمان اخليفة و فن زعطوط لأختم مقالي بِالفاتحة علني أجمع أصوات من لا صوت لهم و لأخلص بالقول في النهاية كي أعيد ما قلت في البداية ، ' كني ما قلتِ و كن ما قلتَ '، لأنه لا خير في وِدِّ ناطق متمرِّق، عفوا متمزِّق، عفوا متملِّق ، إذا مالت المرقة، أو ريح الكميلة، مال حيث تميل.
خوفي من أن تكون كذاك حافي القدمين الذي رزق حذاء فبدأ يشتم في الحميان، و العار كل العار أن تكون كذاك الوزير الذي إبان الدعاية الإنتخابية، كان يلتقط صورا مع الباعة المتجولين و مع أصحاب المهن الغير منظمة و مع ساكنة البنايات العشوائية، طمعا في أصواتهم و لما فاز و استوزر لولاية ثانية، أمر أعوان السلطة و القوات المساعدة باعتقالهم و لو بالقوة.
لأني أريد أن أرى فيك ما رأيته فيك يوم طرقت باب داري بدون إذن و يوم جلست بجنبي عندما كنت أحتسي قهوتي من غير أن أوذن لك بالجلوس، أريد أن أرى فيك ذلك التواضع و خفة الرأس اللذين أبنت عليهما طيلة مدة الحملة.
لأني أريد أن أسمع عنك ما سمعته منك عندما كنت تطلب مني أن أصوت لصالحك بكلمات فيها احترام و فيها تقدير، أريد أن أسمع عنك بأنك لا زلت على كلمتك وفيا لعهدك مشمرا على ساعديك كما كنت طيلة فترة الحملة.
لأني أريد أن أشم فيك ما شممت فيك من رائحة الوطنية و حب الوطن عندما عانقتني و كأنك فعلا تعرفني، إني أريد أن أشم فيك رائحة تراب وطني، لتبقى رائحتك منا و إلينا و يمكن لنا أن نشمها من بعيد لأن لنا حاسة شم قوية لا تحتاج إلى ' ريزو و لا ويفي '. فاحفظ لسانك و حافظ على نقاوة هواك و على نظافة عقلك و جيبك !!!
لأني أريد أن أحس بك كما أحسست بي و ببراءة إحساسي يوم تقربك مني طيلة المدة التي كانت مخصصة للتحسيس بالواجب الوطني فترة الحملة الإنتخابية. فليبقى إحساسك وطني و أن تحس بما يحس به كل مواطن مثلك.