قضت الغرفة الجنائية لدى محكمة الدرجة الثانية بالجديدة، في حق الزوج، قاتل خالتي زوجته بإقليم سيدي بنور، بالسجن المؤبد وفق مقتضيات الفصول 392- 393- 394 من القانون الجنائي. هذا، وكان الجاني (39 سنة)، المقيم مع أسرته بدوار المساخنة بأولاد الطالب، التابع لقيادة بوحمام، على بعد حوالي 10 كيلومترات شمال سيدي بنور، في خلاف مع زوجته، التي كان أنجب معها ابنا وحيدا. وكانت الأخيرة غادرت في وقت سابق بيت الزوجية، واستقرت بمعية صغيرهما عند خالتيها العازبتين من مواليد 1958 و1966.
وازداد الوضع تأزما إثر لجوء الزوجة إلى قضاء الأسرة، لمطالبة الزوج بالنفقة. فشك الأخير في وقوف خالتيها وراء انفصال شريكة حياته عنه، سيما أنهما لم تبدلا أي جهد لإجراء الصلح بينهما، وإعادة المياه إلى مجاريها. ما جعله يحمل في قلبه حقدا دفينا، ازداد ثقله على قلبه يوما بعد يوم، إلى أن حانت ساعة الصفر (00). فقرر الانتقام والتخلص من الخالتين. وكان خطط لجريمته البشعة، واقتنى من أجل تنفيذها، سكينا من الحجم الكبير، ظل يحتفظ به في مكان آمن.
ومساء الأربعاء، يوم النازلة البشعة، كانت الشقيقتان عائدتين، إثر انتهائهما من العمل، على متن عربة مجرورة بدابة، إلى الدوار، حيث كانتا تقيمان معا قيد حياتهما تحت سقف بيت واحد، وحيث كانت وقتها ابنة شقيقتهما وصغيرها في انتظارهما. فاعترض الزوج الغاضب سبيلهما، وشرع في توجيه اللوم إليهما، قبل أن يفقد أعصابه، ويستل السلاح الأبيض، ويسدد طعنتين غادرتين وغائرتين، أصابت إحدى الشقيقتين في الثدي، والأخرى في الكلية. فسقطتا أرضا جثتين هامدتين، مضرجتين في بركة من الدماء.
سكان الدوار الذين تناهى إلى مسامعهم الخبر–الفاجعة، تجمهروا في مسرح الجريمة. وخوفا على حياته، ومن أن يصيبه مكروه على يد ذوي الضحيتين، أطلق الجاني ساقيه للريح، ثم صعد إلى أعلى عمود كهربائي ذي توثر عال، يعبر أرضا فلاحية بالجوار. وظل على هذا الحال، طيلة ساعتين، مهددا بالانتحار من ارتفاع يناهز 20 مترا.
وهرعت تعزيزات دركية إلى الدوار المستهدف بالتدخل، تم إيفادها من سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، ومن الفرقة الترابية لبني هلال. وفور إشعاره، انتقل الكولونيل عبد المجيد الملكوني، من القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، على متن عربة رباعية الدفع، إلى مسرح الجريمة.
وقد أفلح المسؤول الدركي في ثني الجاني عن وضع حد لحياته. حيث سلم نفسه للمتدخلين الدركيين الذين عمدوا إلى بتصفيده، واقتياده إلى مقر المركز القضائي بسرية سيدي بنور، حيث أودعه المحققون تحت تدابير الحراسة النظرية.
هذا، وأعاد القاتل، تحت حراسة أمنية مشددة، وبحضور جماهيري غفير، تمثيل وقائع جريمة الدم المزدوجة، التي ارتكبها بدم بارد في حق خالتي زوجته. ترجل الأخير الذي كان يبدو في حالة طبيعية، وغير نادم عما اقترفته يمينه، من على متن دورية الدرك الملكي، أقلته إلى مسرح الجريمة، بدوار المساخنة، شمال مدينة سيدي بنور. حيث جسد على أرض الواقع تفصيلياعملية القتل وطريقة تنفيذها.
وبعدها، أعادت الدورية المحمولة ذاتها نقل الجاني إلى المركز القضائي بسرية سيدي بنور، لتعميق البحث معه بشأن أسباب وظروف وملابسات جريمة القتل المزدوجة. وفور استكمال إجراءات الاستنطاق، وانقضاء فترة الحراسة النظرية التي مددتها في حقه النيابة العامة، ب24 ساعة، أحالته الضابطة القضائية على الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، على خلفية جناية "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد"، والتي تصل عقوبتها حد الإعدام..