تحت حراسة أمنية مشددة، أعاد قاتل الشقيقتين العازبتين، ظهر الجمعة الماضي، تمثيل وقائع جريمة الدم المزدوجة، التي ارتكبها بدم بارد في حق خالتي زوجته. ترجل الجاني الذي كان يبدو في حالة طبيعية، وغير نادم عما اقترفته يمينه، من على متن دورية الدرك الملكي، أقلته إلى مسرح الجريمة، بدوار المساخنة، فخدة أولاد الطالب، بتراب قيادة بوحمام، على بعد حوالي 10 كيلومترات شمال سيدي بنور . بعدها، أعادت الدورية المحمولة ذاتها نقل القاتل (39 سنة) إلى المركز القضائي بسرية سيدي بنور، لكي يعمق المحققون معه البحث بشأن أسباب وظروف وملابسات جريمة القتل المزدوجة، التي ارتكبها، الأربعاء الماضي. وفور استكمال إجراءات الاستنطاق، وانقضاء فترة الحراسة النظرية، التي مددتها في حقه النيابة العامة ب24 ساعة إضافية، أحالته الضابطة القضائية، السبت الماضي، على الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، على خلفية جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وحسب بعض المصادر، فإن الجاني كان في خلاف مع زوجته، التي كان أنجب معها ابنا وحيدا، وكانت الأخيرة غادرت في وقت سابق بيت الزوجية، واستقرت من ثمة بمعية صغيرهما عند خالتيها العازبتين، من مواليد 1958 و1966. وازداد الوضع تأزما إثر لجوء الزوجة إلى قضاء الأسرة، لمطالبة الزوج بالنفقة، فشك الأخير في وقوف خالتيها وراء انفصال شريكة حياته عنه، سيما أنهما لم تبذلا أي جهد لإجراء صلح بينهما، وإعادة المياه إلى مجاريها، ما جعله يحمل في قلبه حقدا دفينا، ازداد ثقله على قلبه يوما بعد يوم، إلى أن حانت ساعة الصفر، فقرر الانتقام والتخلص من الخالتين، بعدما خطط لجريمته البشعة التي نفذها بواسطة سكين من الحجم الكبير. وإثر انتهائهما مساء الأربعاء الماضي من العمل في الحقل، كانت الشقيقتان العازبتان في طريقهما، على متن عربة مجرورة بدابة، إلى الدوار، حيث تقيمان معا تحت سقف بيت واحد، وحيث كانت ابنة شقيقتهما وصغيرها في انتظارهما. اعترض الزوج الغاضب سبيلهما، وشرع في توجيه اللوم إليهما، قبل أن يفقد أعصابه، ويستل السلاح الأبيض، ويسدد طعنتين غادرتين وغائرتين، أصابت إحدى الشقيقتين في الثدي، والأخرى في الكلية، فسقطتا أرضا جثتين هامدتين، مضرجتين في بركة من الدماء. وبعد أن تناهى إلى مسامع سكان الدوار الخبر الفاجعة، تجمهروا في مسرح الجريمة. وخوفا على حياته، ومن أن يصيبه مكروه على يد ذوي الضحيتين، أطلق الجاني ساقيه للريح، ثم صعد إلى أعلى عمود كهربائي ذي توثر عال، يعبر أرضا فلاحية بالجوار. ظل على هذا الحال مدة ساعتين، وكان يهدد بالانتحار، من ارتفاع يناهز 20 مترا. في السياق نفسه، أفلح الكولونيل عبد المجيد الملكوني، الذي كان حل لتوه، فور إشعاره، على متن عربة رباعية الدفع من القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، في ثني الجاني عن وضع حد لحياته، حيث سلم في الأخير نفسه لعناصر الدرك الملكي، الذين قاموا بتصفيده، واقتياده إلى مقر المركز القضائي بسرية سيدي بنور، إذ وضعه المحققون تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل البحث والتقديم.