بعد ما يزيد عن نصف قرن من الظلم والفساد والإستئساد على رقاب العباد في تونس الخضراء ومصر الفيحاء، جاءت انتفاضتهما عبقا على المتعطشين لنسيم الحرية، و رفضا لسنوات عجاف من الجور والظلم، ليتم تكسير كل التكهنات والدراسات المتبجحة أن الشعوب العربية في نوم عميق، وأن إسقاط الطغمة الحاكمة الكاسدة الفاسدة يكاد يكون من سابع المستحيلات. ثبت بالملموس لكل المتشدقين أن المستحيل ممكن، و أن صرح الظلم مهما علا لا بد أن ينهار، وأن الشعوب كلها باتت تسدل أقنعة الذل والعار، فكانت نهاية بن علي حساب بالنهار لظلمه بالظلام، وستكون نهاية فرعون الجلاد موعظة للحكام في كل البلاد، لكن أنى أن يتعظ من استبد بعقلهم الفساد والإفساد، إلا أن يشاء الله رب العباد. أيها الأحرار في كل مكان؛ جماهيرنا الطلابية الأبية؛ إن ما وقع للنظامين التونسي والمصري، حدث يجب أن يعيه كل طغاة العالم المستبدون في عالمنا العربي والإسلامي، يمكن أن يحدث لأي طاغية علا في الأرض وتجبر، وسفك ونكل وعدم الحقوق واستهان بالشعوب ومقدساتها، وإن كان الثمن غاليا، والتضحية واجبة، فالحرية لا تعطى والحقوق لا تهدى وإنما تنتزع من المستبدين والفراعنة المتغطرسين انتزاعا، وإن كان على جثت الشهداء والجرحى و الثكلى، وفي التاريخ عبرة. إننا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إزاء هذا الحدث التاريخي في تاريخ شباب الأمة الإسلامية بانتفاضتهم الباسلة في تونس ومصر، طلبا للحرية وسعيا للعيش الكريم في مجتمع عادل ومتكافئ الفرص، إذ نؤكد أن الشباب قوة المستقبل وعمادها وأنهم أمل الأمة المتبقي، وأن على الشعوب أن تفسح المجال وتعطي الكلمة لهذه النخبة والطليعة القادرة على العطاء والتغيير واستشراف وتخطيط مستقبلها، نعلن للرأي العام المحلي والدولي - مباركتنا للشعب التونسي الإنجاز البطولي الذي طالما انتظرته الشعوب حافزا يستنهض هممها ويشحذ عزائمها، ويقوي شوكتها في مواجهة الفاسدين المفسدين والظلمة الطغاة. - تضامننا المطلق واللامشروط مع الشعب المصري في انتفاضته ضد نظام الحكم الظالم المستبد، مستبشرين بمستقبل النصر والتمكين لهم وللأمة العربية والإسلامية. - تعازينا الحارة لكل عائلات الشهداء سائلين الله تعالى أن يجعلهم مع المجاهدين والصابرين، ومواساتنا للجرحى والمصابين وكل الضحايا وتنويهنا برجولتهم التي خلذوها في التاريخ. - دعوتنا هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بمختلف الجامعات المغربية إلى إبداع أشكال تضامنية سلمية، بما عهدناه فيها من الحكمة والمسؤولية، مع الشعب التونسي والمصري. عن الكاتب العام للاتحاد الوطني لطلبة المغرب