ظلت المرأة الأوروبية لسنوات طويلة , تطالب وتدافع عن حقها في التمتع بالعمل , ومزاولة كل الوظائف والمهن المختلفة , رافعة شعار التحدي في كل المحافل الدولية , من خلال الجمعيات والمنظمات النسائية , إلى أن أتاح لها المجتمع ذالك . وما أن اقتحمت سوق العمل, حتى تضاعفت الأعباء والمسؤوليات الملقاة على عاتقها , فبدأت تشكو من عجز قدراتها الطبيعية عن القيام بالواجبات المتعددة , التي تكدست نتيجة إصرارها على مصارعة الرجل , ومطالبة المساواة معه في كل الوظائف. وها هي الآن تشعر بالضيق والضجر من مزاولة العمل خارج المنزل , إلى جانب وظيفتها الأساسية كزوجة وكأم. ولم يكن خروج المرأة الأوروبية للعمل ,وطلبها للمساواة مع الرجل في كل شيء , إلا تعبيرا عن كراهيتها وحقدها عليه , وليس مصلحة للأسرة والمجتمع . وهاهي الآن الآن تطالب بالإعفاء من كل تلك الوظائف , بعد ما تبين حسب دراسات وتقارير واستطلاعات للرأي , أن سبب معاناة المجتمع الغربي الكثيرة والمتعددة , هو خروج المرأة للعمل . ولعل أبرز هذه المشاكل الطلاق . فقد نشرت إحدى الصحف الإسبانية مؤخرا, تقريرا ذكرت فيه أن إسبانيا تأتي على رأس قائمة الدول الأوروبية في ظاهرة الطلاق , بمعدل حالة طلاق كل ثلاثة دقائق ونصف . هذا هو حال المرأة الغربية , وكل من حذت حذوها في سائر البلدان . أما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية , فإن الخطر يكمن في تهديد الأسرة , وسلامة الأطفال النفسية والصحية , بابتعاد المرأة عن أجواء المنزل لفترات طويلة , وعودتها مرهقة من العمل . ومثل هذا الغياب المفروض على المرأة العاملة , يحرم الصغار من الرعاية الكاملة , ومن جو العطف والحنان والحب والدفئ , الذي ينبغي أن تضفيه الأم المثالية الصالحة على أبنائها . فقد تبث أن أطفال الأمهات العاملات أقل تكيفا من الناحية النفسية , عن أطفال الأمهات ربات البيوت , حيث دلت البحوث المختصة في هذا المجال , أن الطفل الصغير ليس في حاجة إلى إشباع حاجته من مأكل ومشرب وملبس , بصورة آلية ميكانيكية صماء , وإنما يحتاج إلى الشعور بالحب والدفئ والحنان , والمشاركة الوجدانية , من خلال إشباع هذه الدوافع . كما أبرزت الإحصائيات العالمية وجود نسبة كبيرة ومتزايدة من أبناء الأسر الراقية , التي تعمل الأمهات فيها , من مرتكبي السلوك المنحرف والعابث والشاذ , رغم ارتفاع المستوى المادي لها , فأغلب أماكن اللهو والمجون والعربدة , تمتلئ بأبناء الأسر الميسورة . الله يرزق السلامة.. وخلاص .