كشفت مذكرات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس أن عناصر من حركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس طلبوا من الكيان الصهيوني مهاجمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 2007. وجاء في هذه المذكرات أن رئيس الشين بيت (جهاز الأمن الداخلي الصهيوني) أكد في يونيو 2007 لمسؤولين أمريكيين أن عناصر من حركة فتح الذين “انهارت معنوياتهم” أمام قوة حماس المتنامية، طلبوا منهم مساعدتهم. وقال يوفال ديسكين “إنهم يطلبون منا مهاجمة حماس”، مضيفا “إنهم يائسون”. وتابع ديسكين مشيدا ب”علاقة العمل الجيدة جدا” مع الأجهزة الأمنية لرئيس السلطة محمود عباس التي تتقاسم مع الشين بيت “كل الاستخبارات التي تجمعها تقريبا” حسبما أوردت وكالة فرانس برس. وقد يؤدي كشف هذه المعلومات الى التسبب في إحراج لمحمود عباس وحركة فتح في ظل العراقيل التي تمر بها المصالحة الفلسطينية المتعثرة. وتشهد العلاقة بين حركتي فتح وحماس توترا حادا للغاية منذ أن سيطرت حماس بالقوة على قطاع غزة في يونيو 2007- بعيد التصريحات التي نقلت عن ديسكين- بعد طرد العناصر الموالية لعباس من القطاع. وبعد اقتتال داخلي مع غريمتها “فتح” استمر لشهور، تمكنت “حماس” من بسط سيطرتها على القطاع في يونيو 2007، ولا تزال حتى الآن، بعد أن هزمت أنصار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأزاحتهم من مؤسسات السلطة في غزة، فيما أسمته ب “الحسم العسكري”، بينما أسمته الثانية ب “الانقلاب على الشرعية”. وتتخذ السلطة الفلسطينية من رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة مقرا لها. وقبل عدة أشهر، كشف المحلل السياسي هاني المصري عن معلومات قال إنه استقاها من قيادات في حركة “فتح” حول أن الحركة كانت تخطط للقيام بعملية ضد حركة “حماس” في قطاع غزة حتى قبل أشهر من الاقتتال بين الطرفين الذي انتهى بسيطرة الأخيرة على القطاع منذ يونيو 2007. واعتبر المصري أن ما قامت به “حماس” كان استباقًا لهجوم تعتزم “فتح” شنه بعد شهر من تلك الأحداث، فبحسب ما نقل عن مصادره- التي لم يكشف عن هويتها-: “كانوا يقولون لي (في إشارة إلى قيادات “فتح”) انتظر حتى شهر تموز (يوليو) أو أيلول (سبتمبر) “وسنفرجك فيهم”، ويتابع قائلا: “لقد تغدّت “حماس” بهم قبل أن يتعشوا بها”.