أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأحد 13 ديسمبر، أن غالبية الهولنديين يعتقدون أن سلطات الكنيسة الكاثوليكية تسترت على انتهاكات جنسية، في مؤشر على حجم الضرر البالغ الذي لحق بسمعة الكنيسة في هولندا جراء الفضائح الجنسية التي عصفت بها خلال العام الجاري. يأتي ذلك بعد أن كشفت لجنة مستقلة الخميس الماضي أن 1975 شخصًا أعلنوا أنهم كانوا ضحايا انتهاكات جنسية وبدنية أثناء وجودهم تحت رعاية الكنيسة منذ عام 1945م، مما يجعل هولندا ثاني أسوأ دولة بعد ايرلندا فيما يتعلق بالفضيحة التي هزت الكنيسة في أوربا والولايات المتحدة. وكشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “موريس دي هوند” لاستطلاعات الرأي، أن 82% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن أغلب السلطات الكنسية كانت تعلم بالمشكلات، في حين أن 81% يعتقدون أن البابا يعرف أيضا، بينما قال 78% إنهم “أصيبوا بخيبة أمل بالغة” من تلك الانتهاكات. وأظهر الاستطلاع أن موقف البابا بنديكيت السادس عشر، بابا الفاتيكان، وسلطات الكنيسة الكاثوليكية “تأثر بشدة” بالفضيحة. وقال 69% من المستطلعين إنه يجب على الكنيسة أن تكف عن تعليم الناس كيف يتصرفون، لكن النسبة انخفضت إلى 55% بين الكاثوليك. ويطالب ضحايا الاعتداءات الجنسية في هولندا إجراء تحقيق برلماني كامل حول الفضيحة، وقد أظهر الاستطلاع أن 56% من الهولنديين يؤيدون إجراء مثل هذا التحقيق بشأن الانتهاكات الجنسية التي ارتكبت على يد رجال الكنيسة. وعلى الرغم من أن الفضيحة أجبرت بابا الفاتيكان على الاعتذار لضحايا الانتهاكات الجنسية من جانب قساوسة كاثوليك، فقد أظهر المسح أن 88% من المواطنين أو 75% من الكاثوليك يعتقدون أنه ينبغي للبابا تقديم اعتذار بشكل أوضح. وتواجه الكنيسة الكاثوليكية أعنف أزمة هزت صورتها أمام أتباعها، بعد أن جرى الكشف عن فضائح اعتداء جنسي على أطفال داخل الكنيسة في العديد من الدول الأوربية، وطالت الفضيحة بنديكيت السادس عشر بابا الفاتيكان، الذي تكتم على فضيحة منذ سنوات. وأدى هذا الأمر بالعديد من المسيحيين الكاثوليك إلى مغادرة الكنيسة، إذ كشف استطلاع للرأي في وقت سابق هذا العام، أن نحو ربع المسيحيين الكاثوليك الألمان يفكرون في الخروج عن الكنيسة، في أعقاب تفجر فضائح الاعتداء الجنسي على أطفال داخل الكنيسة، والتستر على ارتكابها.