تفحصت وجوها عديدة في صباح بغداد الماطر ,ولم أجد من يستحق منها أن أحتضنه وألتقط معه صورة سوى هذا الحمار الذي مازالت رائحته تفوح من بذلتي البنية. يشاركني الحمار عناءه وحيرته من طول البلاء وشدته في بلد ضاعت فيه حقوق الناس فكيف بالحمير؟وربما وبخني أحدهم قائلا ,وماشأنك بالحمير وأنت لست منهم فهم أمة لوحدهم وأنت من أمة البشر وليس من شغل لك أو من لوم عليك سوى أن ترأف بهذه المخلوقات وتقلل من حجم الخطايا التي ترتكب بحقها في وطنك الذي تصنفه الفرنسية المغرية بريجيت باردو كأخطر البلدان على مستقبل الحيوانات؟ لكني أجد أن البهائم تصلح عنوانا لنقد الأوضاع السائدة .فإذا جئت سياسيا وحاولت معه ليعينك في مسألة فإنه لن يستجيب وهو الغالب في تعامل السياسيين مع المواطنين خاصة وإنهم إعتادوا سماع آلاف القصص ومشاهدة البلاوي الراتبة على كاهل الضعفاء ولم يعودوا متأثرين بإي مصيبة لأنهم قد أشبعوا منها وصاروا ملتفتين الى نقاشاتهم العقيمة وميولهم الى الشهرة والظهور على الشاشات والسفر وحتى الحج الذي لن يقبله الله حتما .بل أنا على يقين أن الله يقبل حج الحمير ولن يقبل حج السياسيين ,أولم تسمع بقول أحد أئمة الهدى حين كان يطوف في الكعبة وسئل عن زحام الحجيج فقال .ماحج والله في هذا العام إلا أنا ودابتي وعلي بن يقطين!!! وقوله .ماأكثر الضجيج وأقل الحجيج . ورب دابة خير من راكبها ,فقد رأيت بعيني مصاديق هذا المثل في مرات تكررت في شوارع عاصمة الرشيد وكان آخرها أن مراهقا كان يقود عربة يجرها حمار وكان يسير في الاتجاه المعاكس الذي تأتي به السيارات مسرعة ويكاد يسبب الحوادث. الحمار لايؤذي أحدا وكذلك بقية الحيوانات في العراق فهي لاتمارس الارهاب ولاالتطرف الديني ولا السياسي ولاتعتدي على البيوت والمحلات العامة ولاتضايق السياح كما تفعل القرود في الهند الصديقة ولاتجد ماتسرقه بل إنها لاتعرف ثقافة السرقة ولا الابتزاز ولا الرشوة ولا إستخدام الاسلحة ولا العمل على تقويض السلم الاهلي ولاتبحث عن أموال الناس لتسرق منها ماتشاء بغير حساب ولاهي تنتمي لطائفة ولادين ولاقومية ولاتعرف سوى الله الذي خلق الكون ومافيه للعبادة . لهذه الأسباب ولغيرها نسيتها ,أكتب عن الحمار وأعبر عن حبي له وإعتزازي به. [email protected]