أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته التي ألقاها أمام عشرات الآلاف من المصلين في الجامع المكي أن تضحيات الصحابة وأهل البيت في سبيل الدفاع عن الإسلام عظيمة إلى أقصى حد، ولا مثيل لها في التاريخ. وقال الشيخ عبد الحميد: “النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لم يألوا من بذل الأموال والأنفس في سبيل الله تعالى؛ فقد هاجر الرسول ولجأ إلى غار الثور مختفيًا عن أعين المطاردين من مشركي قريش لمدة ثلاث ليال، ولم تكن الهجرة أمرًا سهلاً هينًا في تلك الأوضاع السيئة”. وأضاف: “الصحابة رضي الله تعالى عنهم بذلوا الأنفس في سبيل الله، وبذلوا الأموال أيضًا، وقدموا في سبيل الدفاع عن الرسول ودين الله تضحيات لم يشهد العالم مثلها”. وأشار فضيلته إلى نماذج من تضحيات الصحابة رضي الله تعالى عنهم، بقوله: “في غزوة الخندق قام الصحابة بحفر خندق حول المدينةالمنورة، مع أنهم ما كانوا يملكون ما يسدون به جوعهم، ولكنهم صبروا وثبتوا أمام أعدائهم وحفروا الخندق في مدة قصيرة، ووقف ثلاثة آلاف أمام جيش قوامه اثنا عشر ألف مقاتل”. وأضاف: “في غزوة بدر جاء الصحابة ولم يكونوا يملكون ما يقاتلون به من السلاح، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر، وفي المقابل المشركون كانت عندهم الأنواع من السلاح، وهم حوالي ألف مقاتل”. وأردف إمام السنة في إيران: “في غزوة ذات الرقاع لم تكن لديهم النعال، فأمسكوا أرجلهم برقاع من القماش فسُمِّيَت الغزوةُ بذات الرقاع، ولكنهم كانوا فرحين؛ بسبب أنهم كانوا ينصرون الله ورسوله”. وأوضح أنه في جيش ذات العسرة -وكما هو جلي من اسم هذه الغزوة- كانت من أعسر الغزوات على الصحابة، فالجيش كان في أسوأ الحالات وقد أينعت الثمار، ولكنهم لما علموا بأن الرومان قد أقاموا معسكرهم على حدود الجزيرة العربية، ويريدون شن هجوم عليها، استعدوا لقتالهم”. وبحسب موقع أهل السنة في إيران، قال الشيخ عبد الحميد: “في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة يبذلون أموالهم ويضحون بأرواحهم بالشجاعة والفروسية التامة، وكانوا يدافعون عن الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام”.