ملف خلية بلعيرج أخذ أبعادا ربما لم تكن بالحسبان لاسيما مع إقحام أسماء قيادات سياسية معروفة في الموضوع الخطير في الحوار التالي نلتقي مع أميمة المرواني بنت الأستاذ محمد المرواني الذي دخل منذ حوالي أربعة أسابيع في إضراب غير محدود عن الطعام إضرابا بات يشكل خطرا حقيقيا على حياته وراء قضبان السجن هناك قلوب أخرى تتعذب اذ ترى ذويها تسقط تحت معاول الظلم دنيا بريس تحاور الاخت أميمة المرواني ابنت الامين العام لحزب الامة المعتقل محمد المرواني أجرى معها الحوار : عبدالجليل ادريوش أولا وقبل كل شيء نرحب بضيفتنا الكريمة أميمة المرواني في هذا الحوار الخاص بجريدة دنيا بريس 1*كيف تعرف أميمة المرواني نفسها ؟ 1- مواطنة مغربية تعتز بإسلامها و بانتمائها إلى هذه الأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس.. مواطنة تضع كلما تملك في خدمة شعبها و بلدها. 2*من هو والدك محمد المرواني بالنسبة إليك ؟ 2- انه من علمني أن لا معنى للحياة بلا رسالة وبلا قضية، فالعيش بلا قضية وبلا رسالة موت حقيقي بنظره..وعلمني أن المعالي لا تتحقق بالأماني.. بل بالجد والكدح والبذل والعطاء..هو من علمني كيف أعيش كبيرة و أحيا كبيرة وأموت كبيرة.. وأن من يحب وطنه وشعبه يعطي بلا تردد ويبذل بلا شكوى.. هو من علمني أن الديمقراطية حرية.. والحرية مسؤولية والتزام.. هو من علمني أيضا معنى أن نكون إيجابيين..هو من علمني التشبث بالأمل وعدم الاستسلام.. هو من علمني حب المغرب..هو علمني حب قضايا الأمة.. فلا يسعني إلا أن أقول كما قال أحد الشرفاء .. هو بالنسبة لي.. البحر الذي يعطي و الحقل الذي منه أجني.. هو معلم الرجال و مدرسة الأبطال.. هو من أضحت الشجاعة وجدانا له .. هو المرواني الذي كتب حياته بالنضال. 3* في رأيك لماذا أدين والدك محمد المرواني بكل هذه التهمة الكبيرة ؟ 3- والدي أدين بهذه التهم الملفقة لأنه رفض أن يخون شعبه و وطنه و رفض أن ينضم إلى الجوقة التي لا تجيد إلا التصفيق و الموافقة كما رفض أن يكون شريكا مع الظلمة في خرق القانون.. أدين بهذه التهم لأنه لا يساوم في القضايا العادلة الأساسية لشعبه و بلده. 4* كيف عشت أزيد من ثلاث سنوات من غياب والدك محمد المرواني ؟ 4- كما قلت سابقا.. في بداية المحنة، أصبت بالذهول و خيبة الأمل بسبب ما تعرض له والدي. و إن كل أطفال العالم يعرفون ماذا يعني غياب الأب عن البيت بسبب ظروف مهنية.. فكيف إذا كان هذا الغياب اعتقالا لاعتبارات ظالمة؟ لقد راحت الأسئلة تتراوح تباعا: ترى ما الذي يجري في هذا البلد؟ حاولت أن أفهم لكن بدون جدوى.. والدي متابع بتهمة الإرهاب.. كيف يعقل هذا؟ كيف لي أن أستسيغه؟ كيف لي أن أقبل هذا؟ ولازلت أذكر أنه كان دائما يوجهنا بطريقته الإيجابية و البناءة حينما يجدنا مغتمين على عدم تحصيلنا على نتائج جيدة. كان يبعث فينا الأمل قائلا “خسارة جولة لا تعني خسارة المعركة”. و كنت بمعية إخواني نجد في كلامه باعث خير في دواخلنا, فنخرج من حالة اليأس و الإحباط و السلبية و كلنا أمل في تحصيل نتائج مميزة. إنه مصاب و خسارة لن أستطيع التعبير عنهما بكلمات.. و لذلك أحس اليوم بحزن كبير على ما لحقه و لحقنا معه من ظلم.. ولن يهدأ لنا بال حتى يستعيد حريته و كل المظلومين معه بحول الله.. 5* ما هي الرسالة التي وجهتها أميمة المرواني في مسيرة الرباط؟ 5- الوقت اليوم.. وقت الحضور و الشهادة.. و لا عذر لأحد اليوم و ها هو أمين عام حزب الأمة الأستاذ محمد المرواني يتقدم الصفوف و لا يستأثر بنفسه.. حاملا رسالة بيضاء من أجل مغرب أفضل 6* لماذا في نظرك أقدم والدك على الإضراب عن الطعام ؟ 6- أقدم والدي على الإضراب عن الطعام ل: أسباب خاصة حيث هضم حقه في التعبير و التنظيم و لم يحظ بمحاكمة عادلة أسباب عامة و ذلك احتجاجا على تعثر الإصلاحات 7 *كيف تلقيتم أنتم أسرة المرواني ألأحكام الصادرة في حق والدك ؟ 7- الأحكام كانت الوجه الآخر لظلم الاعتقال التعسفي الذي تعرض له.. أما عن كيف تلقيناها.. فنحن مقتنعون أنه إذا كان دخول والدي السجن بأمر من ذاك الذي لا معبود لنا سواه فخروجه منه لن يكون إلا بإذن منه عز و جل. 8* ماذا تنتظرين ألان من القضاء المغربي في مرحلة النقض والإبرام ؟ 8- لا رهان على القضاء.. القضاء عاجز عن حل هذه القضية السياسية.. لا مخرج إلا المخرج السياسي. 9 * ؟ هل من طموح لأخت أميمة المرواني. ؟..وماذا حققت منه حتى ألان ؟ 9- طموحي الأساس أن أستطيع خدمة بلدي و شعبي و رفع الظلم عنه.. و مهما حصل فلن أمل .. ف”لولا الأمل ما أرضعت أم ولدها و لا غرس غارس شجرة”. 10 * ماذا تعني لك هذه ...الأسماء ؟ كلمة أخيرة 10- المستقبل:رهان الأمل من لا يرتبط بالمستقبل لا إرادة له إنه ميت الإرادة - السياسة: التدبير العقلاني للاختلاف و البحث في ممكنات السلم المدني - الاستقلالية: عملة صعبة و عزيزة - العزيمة: الترجمة الملموسة لصدق الإرادة - الحقيقة: دائما ثورية 11- كلمتي الأخيرة سأوجهها للذي يستحقها.. سأوجهها للذي كتب رسالة بيضاء من أجل مغرب أفضل.. للذي يحمل كفنه الآن فوق كتفه.. و أقول له : النصر مسافة صمود و دعم.. و بكل عزة و فخر.. أنا فداك يا أبي.. أجرى معها الحوار : عبدالجليل ادريوش / دنيا بريس [email protected]