في المؤسسة الحكومية التي تعمل فيها فرح يتدافع الناس يمنة ويسرة ويتناوشون بينهم بحثا عن منفذ لإنجاز معاملة . تعتذر بهدوء.. وبإبتسامة عريضة تهدئ من روع المراجع المرهق الذي أطال الانتظار من اجل الانجاز الذي قد يتأخر الي مابعد الظهيرة. كانت فرح تنظر أليه كل خمس دقائق وتبتسم وتقول.أعذرنا علي التأخير .ويرد :لاتهتمي أعرف أن الامر ليس بيدك . هذا هو حال الدولة العراقية البائس منذ ان تصدعت لفترة وعادت لتنشأ وتنمو رويدا علي وقع الفوضي والخراب واشكال من الدمار الذي أصاب بنيتها التحتية وعطل جميع مؤسساتها التي تحاول النهوض في وقت يشكو العاملون من إنقطاع مستمر للماء والكهرباء وأرتفاع مخيف لدرجات الحرارة وزحمة المراجعين وتهافتهم علي معاملات قد لاتنجز بيسر مالم تدخل الواسطة وطيبة بعض الموظفين الذين يسارعون لأنجاز معاملات ويعجزون عن سواها. لاتعتذري يافرح فالامر ليس بيدك بالفعل .والحكومة التي تعاني هي الاخري من مطبات لاتعد تعجز عن الاجابة عن سؤالنا المرير في خضم التنافس من اجل المناصب والسباق الطويل بين الكتل السياسية للوصول الي صفقات تلبي مطالب جميع او غالب السياسيين وتتجاهل الشعب العراقي الذي يعاني من سبع سنين عجاف كتلك التي عصفت بمصر سني يوسف الصديق. ولأنه تعود الاذي والمرارة فهو ( كاعد ركبة ونص ) لهؤلاء الموسومين بالسياسة وإن كانوا لايجيدون منها سوي مايوفر لهم المكاسب الدنيئة..هكذا يجلس الشعب يافرح ركبة ونص ويجد لك العذر كلما تأخرت المعاملة ..وشكرا لك انك تمنحينه ابتسامات تخفف غلواء عنائه وضجره من التأخير. ولست أدري وكحال كل العراقيين كيف تنتهي الامور والي اي الطرق نتجه لتوصلنا الي المبتغي فقد تعبنا ويئسنا من حال بلدنا المزرية .أما أنت فلك أن تستمري بعملك وتأكدي الابتسامة بإنجاز المعاملات ليخرج المواطنون بمكسبين.معاملة منجزة وإبتسامة دافئة منك. أما اولئك الراتعون في حقول المكاسب والمغانم. والمتنعمون بالنسيان فعليهم أن يتذكروا أن من اذهب ملوكا قادر علي أن ياتي بآخرين والذي ازاح السابقين لقادر علي إزاحة اللاحقين. أنجز معاملته وخرج وهو يقول..شكرا لك يافرح في زمن الحزن والانكسار والكآبة السوداء التي اجتاحت نفوسنا جميعا وعطلت رغبة الحياة في دواخلنا المكلومة. [email protected]