ميدلت -أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، اليوم صلاة الجمعة بمسجد الرياض بمدينة ميدلت. وبين الخطيب في مستهل خطبتي الجمعة أن النضال في سبيل العزة والكرامة ومن أجل استرجاع الحق المغتصب هو طريق السعادة في الدارين ، وقد صوره القرآن الكريم على هيأة المبايعة بين الله تعالى وبين عباده المومنين ، مبرزا أن حقيقة ذلك هي أن الله تعالى اشترى أنفس المومنين وأموالهم بأن لهم الجنة وأن الطريق إليها هو الصبر والمصابرة والمرابطة والصمود والمقاومة . لذلك ، يقول الخطيب ، فلا بد لكلمات الله أن تعلو ، ولا بد للأعراض والمقدسات أن تصان ولا بد للأوطان أن تحرر وأن كل جهاد في هذه الميادين يعد جهادا في سبيل الله، بحيث أن الشعوب لم تتمكن من حريتها إلا بالتصدي لكل من سولت له نفسه أن يسلب حرية الناس ويغصب أوطانهم ويخنق أنفاسهم . وأشار إلى أن تاريخ الأمم والشعوب حافل بأيام مجيدات غر عظام ، وأن من أيام الله البارزة والمشهودة في تاريخ المغرب الحافل بالبطولات، يوم سادس نونبر من كل سنة ، وهو اليوم الذي تستحضر فيه الأمة المغربية قاطبة ذكرى من أعز ذكرياتها الوطنية الخالدة، ألا وهي ذكرى انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة التي كانت ملحمة وطنية عظيمة شعارها القرآن وركيزتها الإيمان وغايتها تحرير الأرض والإنسان وصلة الرحم مع سكان الأقاليم الجنوبية الأصلاء البررة الأوفياء، الذين يشهد لهم التاريخ بتعلقهم المتين والمستمر بوطنيتهم الصادقة فجسدوا ذلك في ولائهم الدائم وإخلاصهم المتجدد لملوك الدولة العلوية الشريفة ووفائهم للعهد الذي هو في ذمتهم للعرش العلوي المجيد. وأكد الخطيب أن هذه المسيرة الخضراء أعطت للعالم أجمع أبلغ دليل على التلاحم بين العرش والشعب وعلى قوة استماتة هذه الأمة التي كانت عبر العصور طودا شامخا في وجه أطماع كل باغ معتد أثيم . وأضاف أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، ما فتئ يواصل الجهاد الأكبر بمسيرات متتالية ، ألا وهي مسيرات التنمية الاجتماعية و التنمية البشرية الرائدة التي نالت إعجاب العالم ، ومسيرات محو الأمية ومحاربة الفقر والقضاء على أسباب الهشاشة والإقصاء وتكريم المرأة وتنمية الاقتصاد وتأهيل المجتمع وإصلاح التعليم وتطويره وإرساء مفهوم جديد للسلطة، وجعل القضاء في خدمة المواطن ، وذلك إيمانا من جلالته بأن العدل أساس الملك ، مؤكدا أن هذه الأوراش الكبرى ترمي كلها إلى رفع المملكة إلى المكانة اللائقة بها بين الأمم . وقال إن هذه المسيرات الرائدات استلهمت من المسيرة الخضراء روحها ونهجها وفلفسفتها ، يقودها بإيمان راسخ وعزم قوي ملك مقدام عظيم وخلفه شعبه باسل مجند كريم. وذكر الخطيب بأن الدين الإسلامي الحنيف علمنا وأرشدنا إلى أنه لن يغلب عسر يسرين وأن النصر مع الصبر وأن النصر والظفر بالمطلوب يتحقق لمن ينصر الله ورسوله ويعتصم بحبله في السراء والضراء، مذكرا بأن الذي يدعو إلى الحق ويتمسك به لا يهمه تآمر المتآمرين كما تدل على ذلك سيرة الرسول الأمين، الذي كان في شدة من كثرة أصحاب الدسائس الماكرين فنزل عليه الوحي يقوي قلبه ويعضد صموده . وابتهل الخطيب ، في الختام ، إلى الله تبارك وتعالى بأن ينصر أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس وأن يكون له وليا ونصيرا وأن يحميه من شر حاسد إذا حسد وأن يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تذرع إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور له الحسن الثاني مبدع المسيرة وموحد الوطن وجلالة المغفور له محمد الخامس محرر البلاد ومكسر أغلال الاستعباد، وأن يكنهما فسيح جناته.