لقد أصبحت فكرة المشاريع والمخططات والبرامج موضة السياسيين المغاربة، إنهم يستغلون سذاجة وجهل الشعب المغربي، ومن تتبع تسريحاتهم في القنوات، أو المجلات، أو الجرائد، يظهر له ذلك بجلاء، فهم يتعمدون التمويه واستعمال المصطلحات السياسية المعقدة كي يبقي الشعب(في دار غفلون) لا يواكب السياسة المحلية و لا الدولية. لكن هذا لم ولن يتحقق لهم ما دام هناك أشخاص، وهيأت، ومنظمات، وقنوات فضائية، ومواقع الكترونية، تفضحهم وتكشف أسرارهم للشعب، إنه من الصعب اليوم الكذب على الشعب، وهذه الحقيقة توصل إليها المسؤلون أنفسهم، فلا يتحرجون من البوح مثلا بتزوير الانتخابات، بفساد التعليم، بشطط المخزن، بتضييق الحريات، بضعف العطاء الحزبي، بتدني مستوى الأخلاق، بتدني مستوى الفن الذي أصبح أقرب إلى العهارة والعبث منه إلى أداء رسالته ...، لأنهم يعرفون أنه لن يصدقهم أحد الصغير قبل الكبير إذا قالوا غير هذا. كم من مشروع أو مخطط تنموي (طبلوا وزمروا) له ورصدوا له مبالغ مالية، لا لتمويله، لأننا نعرف أنهم لا يستطيعون التمويل بدون قروض خارجية، لكن للدعاية والإشهار، لإسحار عيون الشعب وتخديره. تكلموا عن التنمية البشرية وأسرفوا في الحديث عنها في الخطب الرسمية، وغير الرسمية، لكن كم مر على هذا الأمر من وقت؟ هل حدث على أرض الواقع شيء؟ الجواب: لا، بل بالعكس نلاحظ يوميا تدمير البشرية لا تنميتها. إذا كانت هناك نية حقيقية للتنمية البشرية فليست هناك بشرية يجب البدء بها، وتنميتها من مجموعات الأطر العليا المعطلة، وفي مقدمتها مجموعة التجمع المغربي للأطر العليا. إن هذه الشريحة المتعلمة هي صاحبة الأولوية، لأنها لا تطالب سوى إعطائها الفرصة للمساهمة في تنمية البلد بما تملكه من قدرات ومهارات مختلفة. أيها السياسيون المغاربة احترموا أنفسكم، فإن مهنة السياسة مهنة شريفة، فهي سياسة الناس بما يحقق مصالحهم في الدارين، فلا تلوثوها بالكذب، والبهتان، والنفاق، والتمويه على من وضعوا فيكم ثقتهم. سبحان الذي تتم بنعمته الصالحات. محمد الصادقي العماري [email protected]