رغم أن الهم واحد، فان لكل جهة من جهات الوطن خصوصياتها التي تزيد من ثقل هذا الهم . في ما يلي نضع الأصبع على بعض جوانب معاناة ساكنة اقليمتارودانت مع اعيانها، و ظروفها الطبيعية و " مافياتها ": انطلاقا من كون سكان الاقليم يعتبرون من افقر سكان المغرب، بسبب ( الحكرة )، رغم تواجدهم فوق ارض معطاء و غنية ، تتوفر على ثروات و خيرات لا تحصى، نذكر منها على سبيل المثال قطاع الفلاحة، ما دامت صفة فلاح أصبحت مهنة عامة على بطاقة تعريف اهل المنطقة . انها ظاهرة موغلة في القدم ، لا يخفف من ثقلها سوى الذين ينتفضون في صمت، على مستوى التكافل الاجتماعي التقليدي القاءم على القرابة و النسب ، لان ( الاعيان ) يمسكون بالفلاحة والفلاحين/ العبيد معا بيد من حديد، في زمن يتطلع فيه هؤلاء العبيد المغلوبين على أمرهم لان يعيشوا كمواطنين احرار، يتمتعون بحقوقهم كاملة غير منقوصة، و كلهم امل في أن تعرف منطقتهم مع العهد الجديد دفعا قويا لعجلة التنمية في اطار برنامج جديد بهذا الاقليم الحيوي و الاستراتيجي بجهة سوس ماسة !!! خصوصا ما يتعلق بالمشاكل التي تتخبط فيها جميع تعاونيات ما يسمى: بالاصلاح الزراعي ( 15 تعاونية ) بسبب الديون والممارسات المشينة للسماسرة باقنعة التسيير والاشراف على تلك التعاونيات بصفة مدير!!! و هو ما يدفعنا للتصدي لهؤلاء والعاملين معهم في اطار عصابات ومافيات…ضد فقراء الفلاحين أصحاب البقع الفلاحية (05) هكترات ..الذين يدفعون ثمن التنمية في اقليمتارودانت ومعهم باقي الساكنة الفقيرة في كل الجماعات البالغ عددها : 89 جماعة !!! بواسطة الضرائب الثقيلة اللاشعبية لأنها مست الفئات العريضة من الناس، مما سيحول ذلك إلى عامل سياسي بالغ الخطورة ، الشيء الذي يستوجب ضرورة إصلاح نظام الأسعار و نظام الضرائب غير المباشرة !! ومع كل هذا فلا احد ينظر إلى الأزمة بما تستحق من الاهتمام ، هجرة الشباب و تزايد البطالة بلغا حدهما الأقصى في بوادي و جبال الإقليم، انتشار عصابات اللصوص المهاجرين من الاقاليم الاخرى، والذين يغادرون السجن الفلاحي ولا يجدون مصاريف النقل للالتحاق باسرهم البعيدة !!!! ..تطور نظام النهب والاغتصاب و ترويج المخدرات والفساد …و بهذا الوضع المتشائم ينمو الرأسمال المتوحش في تارودانت خاصة و في سوس عامة ويتمركز أساسا في مدينة أولاد تايمة ( هوارة) !!. ان اقليمتارودانت يملك موقعا استراتيجيا في خريطة المغرب، و يتمتع بأراضي صالحة للزراعة، و له امكانيات وفيرة ليقوم بدور فلاحي اكثر تطورا، قد يكون مدخلا للصناعة الفلاحية (( معامل تعليب الخضر والفواكه..تصنيع وتركيب الجرارات وآليات الحصاد، تصنيع الأنابيب الخاصة بالري والسقي العصري…)) ولكن هذه المشاريع تبقى مؤجلة بسبب الحيف والظلم والاستغلال الاجتماعي والاقتصادي..وارتجال المهرجانات بعشوائية و قليل من العقلنة والفكر والتبصر…بعيدا عن الواقع والمنطق ..الساكنة في امس الحاجة إلى الماء الماء ثم الماء للشرب أولا و للسقي ثانيو ثالث ورابعا..لإبقاء حيوانات الكسب: نعاج وخراف وغنم وماعز وبقر و ابل واصناف الدواجن على قيد الحياة !!! المرحلة تستدعي التجنيد و التعبئة وراء جلالة الملك و تطبيق فقرات خطبه السامية على ارض الواقع.. وليس الضحك على الدقون بمهرجانات فاشلة تتخللها الاكلات والشواء والطواجين والغناء والطرب واحواش ..المرحلة لا تسمح بذلك أيها المسؤولين على إقليمتارودانت الفقير الذي عانى و يعاني اكثر من الحكرة… في الاخير نصرخ و نستغيت و ننادي : ووووووووا محمداه… وووووووووا محمداه ابعث لنا لجان التفتيش المحلفين قبل فوات الأوان…حفظ الله مولانا الإمام و متعه بالصحة والعافية وطول العمر أمين يا رب العالمين..امبارك في عمر سيدي….وعاش الملك… يتبع…