منذ عقود خلت وحزب الجبهة الوطنية الفرنسي ( F.N) يناضل نضالا مستميتا مريرا و شاقا … حيث تلقى هزائمنكراء وهو يواجه بموقفه الصنديد ( الأب Le pen ) رؤساء فرنسيين مرموقين و من طينة قصوى أخص بالذكر الفطاحلة في الميدان السياسي : جيسكار ، ميتيران ، شيراك ، وهولاند. وها هي بنته تتسلم المشعل بجرأة و ثبات ورزانة تسيير على الدرب و " كل من سار على الدرب وصل" : إنها حققت نجاحا مرموقا و مرت بحزبها الى الدور الثاني رفقة السيد : ماكرون وتكون بهذه القفزة النوعية قد حققت لحزبها نجاحا باهرا وذلك في الاستحقاقات الفرنسية الرئاسية لسنة 2017 . إنه تحول مهم في المسار السياسي الفرنسي فهل يضطرد هذا الحزب في مسيرته مستهدفا السير قدما في طريق التتويج ؟ قد يكون هذا واردا لو لم تجتمع عليه وضده بعض القوى السياسية الفرنسية خاصة تلك التي انهزمت في الدور الأول. وعلى الرغم من هذا و ذاك فمن يدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ؟ إن المواجهة التلفزية ليوم 3 ماي 2017 مساءا وذالك بين المتنافسين على رئاسة الحكومة الفرنسية السيدة : Marine Lepen و السيد : Emmanuel Macron أبانت عن مشروعي برنامجيهما المتباينين فركزت Lepen على مرحلة استوزار Macron كوزير للإقتصاد في حكومة Holland مبرزة الاختلالات في الأداء والتنظير كما ركز منافسها على كونها لم تقدم شيئا للفرنسيين في برنامجها و يبدو من خلال هذه المواجهة أن Lepen قد تفوقت في نقدها و انتقادها للفترة التي تحمل فيها منافسها حقيبة الإقتصاد " L'économie " وبين هذا الطرح أو ذاك فإننا نحن المغاربة اعتدنا قول : ( المحاميا تغلب السبع ) فيكفي اللبؤة أنها زأرت و زئيرها وصل بعض الآذان الفرنسية التي قد تغير موقفها. فهل هذا سيكفي المترشحة للظفر بالرئاسة؟ ونحن المغاربة ماذا أعددنا لمواجهة هذا الظفر إن تحقق وفي هذا الصدد ليس لنا إلا أن نكرر قولة المصريين : "يا ساتر" ونحن المغاربة نقول :أستار ! أستار ! أستار ! : " فاللهم أسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض "