تقدم المنتخب المغربي على نظيره الجزائري بأربعة أهداف مقابل لاشيء، وذلك في المباراة التي تجمعهما الآن على ملعب مراكش ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012. وانتهى الشوط الأول من اللقاء بهدفي مهدي بنعطية في الدقيقة 25، ومروان الشماخ في الدقيقة 38، وهي الأهداف التي غيرت من مجريات اللقاء بعد اندفاع جزائري خلال الدقائق الأولى من المباراة قبل أن يمسك بزمام الأمور تكتيكيا ويتمكن من فتح ثغرات في الدفاع الجزائري مكنته من التقدم في انتظار ما سيحمله الشوط الثاني من المباراة. وعقب تسجيل هدفي المنتخب المغربي، وقفت العارضة دون تسجيل الجزائر لهدفها الأول عقب محاولة هجومية، كان على إثرها إصابة حارس الفريق المغربي نادر لمياغري. وفي الشوط الثاني، نجح مروان الشماخ في كسر مصيدة التسلل وترك المجال ليوسف حجي في تسجيل الهدف الثالث للمنتخب المغربي في الدقيقة 61 من عمر المباراة، بعد سيطرة هجومية من الفريق المغربي خلال الشوط الثاني من المباراة. النتيجة الكبيرة للمغرب، أدت إلى انهيار جدار الدفاع الجزائري، أدى إلى هدف مغربي رابع بتوقيع أسامة السعيدي في الدقيقة 67. وشهد الشوط الثاني من اللقاء اقتحام اثنين من الجمهور لأرضية الملعب. وبات المنتخب المغربي أقرب إلى تحقيق انتصار تاريخي ومهم في مشواره إلى كأس الأمم الإفريقية، ما دعى الجمهور المغربي إلى رفع سقف مطالبه من “الشعب يريد 3-0′′ إلى “الشعب يريد 5 أهداف” والهتاف ب”زيدهم زيدهم ... هذا ما يكفيهم”. وكان الاتحاد المغربي لكرة القدم قرر تخصيص عائدات مباراة المغرب ضد الجزائر التي تقام الساعة (20 GMT) من اليوم السبت 4-6-2011 في ملعب مراكش الجديد ضمن إياب تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، لصالح عائلات ضحايا مقهى أركانة في ساحة جامع الفنا يوم 28 أبريل الماضي. وكان الجمهور المغربي يرقص، قبيل ساعة من بداية مواجهة منتخبه مع جاره الجزائر، على أغنية “مبروك علينا هذه البداية ما زال ما زال” الشعبية المغربية، مرددين شعار “الشعب يريد 3 – 0′′، تعبيراً عن الرغبة الملحة في الفوز في المواجهة المغاربية. الجمهور المغربي استقبل لاعبي المنتخب الجزائري بالصفير الحاد فور دخولهم أرضية الملعب من أجل إلقاء نظرة على أرضية الملعب. يذكر أن مدرجات ملعب مدينة مراكش اقترب من الامتلاء الكامل مع تواصل توافد الجمهور على المدرجات التي تتسع ل 45 ألف متفرج. يوم استثنائي الجمهور يملأ المدرجات قبل المباراة مدينة مراكش جنوبي المغرب تعيش يوماً استثنائياً باستضافتها لمقابلة فوق العادة ما بين المغرب والجزائر، في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، ومباراة اليوم هي مباراة الإياب بعد مباراة عنابة في الجزائر حيث فازت الجزائر باللقاء بهدف لصفر، لتحمل مباراة مراكش شعار الانتصار لأسود الأطلس من أجل ضمان وضع مريح فيما تبقى من التصفيات القارية، وهو الوضع ذاته الذي يأمله المنتخب الجزائري. وقد عاشت جنبات الملعب احتفالية سابقة لوقتها من الجمهور المغربي قبل 3 ساعات من انطلاقة المباراة، حيث يمني نفسه اليوم بانتصار يعيد الاعتبار للكرة المغربية في منازلة غريم تقليدي مغاربي، يحمل الجمهور المغربي الأعلام الوطنية المغربية ويتناغم مع الموسيقى التي خصصتها إدارة ملعب مراكش الجديد الواقع جنوبي الضاحية الجنوبية للمدينة. ورصدت “العربية.نت” حالات من العناق ما بين الجمهور المغربي والجزائري عند بوابة الملعب مع دعوات للأُخوة المغاربية، واحترام للروح الرياضية في هذا النزال المغاربي، بينما توقع كل جمهور أن يكون الانتصار لفريقه وذلك تحت مراقبة أمنية مشددة لضمان مرور هذا الموعد في أحسن الظروف. جمهور المنتخبين أمام بوابات الملعب اليوم وتعيش مدينة مراكش منذ أيام توافداً من الجمهور الجزائري من أجل متابعة مباراة الإياب لفريقه ضد المغرب، وتعيش المدينة احتفالية منذ أمس برفع الأعلام المغربية والجزائرية في ساحة جامع الفنا أشهر أماكن المدينة، وفي الشوارع الرئيسية للمدينة الملقبة بالحمراء، كما أقام مسؤولوا المدينة عشاء رسمياً مساء الجمعة على شرف الجمهور الجزائري وأعضاء الوفد الرسمي للمنتخب الجزائري بكل تفاصيل الطقوس المغربية من أجل التعبير عن الترحيب بالصيغة المراكشية لضيوف المدينة، ونفس الحماس في الاستقبال كان في مطار المدينة بالدقة المراكشية في انتظار الفريق الجزائري يوم وصوله لمراكش. خبرات فرنسية وكان مدرب “الخضر” عبدالحق بن شيخة قد استعان بفريق فرنسي مختص في الدراسات والإحصاءات المتعلقة بكرة القدم، من أجل الوقوف بشكل دقيق على مكامن القوة والضعف في صفوف “أسود الأطلس”. وأكد بن شيخة في إحدى تصريحاته، أن قوة أصحاب الأرض تتمثل في الأجنحة ووسط الميدان، خاصة عبر بوصوفة وعادل تاعرابت، حيث جاء في تقرير الفريق الفرنسي أن بوصوفة يتميز بالسرعة الكبيرة في بناء الهجمات وبالتمريرات الحاسمة والدقيقة، في حين يتمتع تاعرابت بقدرات فنية هائلة، إلا أنه يعاب عليه المبالغة في المراوغات والبطء في التنفيذ. أما في ما يتعلق بنقاط الضعف فقد كشف التقرير أن “أسود الأطلس” يعانون في مستوى الدفاع وأن غياب القنطاري والسليماني سيؤثر على المنتخب المغربي. وذلك في ظل وجود مهاجمين جزائرين يتميزون بالسرعة والاختراق، خاصة كريم زياني ورياض بودبوز وكريم مطمور. غيريتس يتوعد بالثأر وفي الجانب المغربي، اعتبر مدرب “أسود الأطلس” البلجيكي إيريك غيريتس أن مباراة مراكش هي جولة حاسمة، مؤكداً أنها فرصة للثأر ورد للاعتبار بعد الهزيمة في مباراة الذهاب، وأضاف غريتس: “أريد أن يظهر فريقي بصورة مرضية حتى يشعر كل المغاربة بالسعادة”. لعنة الإصابات تطارد “الأسود” ويتوقع أن تحرم الإصابات “أسود الأطلس” من جهود لاعب الوداد البيضاوي برابح وهداف أياكس أمستردام منير الحمداوي والمهدي كارسيلا مهاجم ستاندر دوليج البلجيكي والقنطاري المحترف بفريق بريست الفرنسي. وكخطوة وقائية فقد استدعى غيريتس مدافع مونبولي عبدالحميد الكوثري وبدر القادوري الذي يلعب مع فريق دينامو كييف الأوكراني بالإضافة إلى عودة صانع الألعاب يوسف حجي المحترف بنانسي. وفي كتيبة “محاربي الصحراء” الجزائرية، فقد استبعد بن شيخة عن هذه المباراة بعض اللاعبين البارزين أمثال عبدالقادر غزال والحارس شاوشي. يذكر أن كل منتخبات المجموعة الرابعة التي تضم المغرب والجزائر وتنزانيا وإفريقيا الوسطى بجعبتهم أربع نقاط وهو ما يجعل المنافسة على إحراز بطاقة التأهل الوحيدة عن هذه المجموعة أمراً صعباً. لذلك سيقطع الفائز في مباراة المغرب والجزائر شوطاً كبيراً للانفراد بالصدارة. 60 ألف شرطي لتأمين المباراة في الجانب الأمني، ذكرت صحيفة “المساء” المغربية أنه تم إعداد العدة لتأمين المباراة حتى تخرج في أفضل صورة ممكنة وإلى بر الأمان، حيث إنه سيتم توفير ما يقرب من 60 ألف رجل أمن لمباراة الديربي المغربي. ويعود السبب الرئيسي وراء وضع هذا العدد الكبير من رجال الأمن إلى الإقبال المتوقع من قبل الجماهير، التي من المؤكد أن تصل إلى 40 ألف متفرج، لذلك فإنه تم اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للخروج باللقاء إلى بر الأمان.