واصلت الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، رصد تحولات المشهد السياسي في ظل تنامي الحديث عن تغييرات محتملة في خريطة الائتلاف الحاكم، فيما وقفت الصحف الموريتانية عند قرار الحكومة منح تراخيص للأفراد للتنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية. ففي تونس، كتبت صحيفة ( الصباح) في صفحتها الوطنية أن وتيرة التحركات واللقاءات تنامت على غرار اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس (حركة النهضة) راشد الغنوشي، بالإضافة الى اجتماع قيادات من (نداء تونس) بقيادات من (النهضة)، في ظل الخلافات الأخيرة بين (حركة آفاق تونس) التي هي أحد مكونات الائتلاف الرباعي الحاكم، والقوتين الأساسيتين في هذا الائتلاف (النداء والنهضة) من جهة أخرى. ورأت الصحيفة أن هذه التحركات واللقاءات تؤكد أن "محاولات تعديل المشهد السياسي قد مرت إلى السرعة القصوى، في سياق تأكيد المتتبعين على ضرورة القطع مع الارتباك وتجاوز حالة التذبذب التي تشكو منها أغلب مؤسسات الدولة وأهم الأحزاب السياسية". وتحت عنوان "اجتماع ساخن لتنسيقية الأحزاب الحاكمة"، أشارت صحيفة ( المغرب) إ لى أن اجتماع تنسيقية أحزاب الائتلاف الحاكم سبقته "حمى تصريحات وتصريحات مضادة، وحديث عن شك في استمرارية "هذا الائتلاف بشكله الحالي"، مقابل "التشديد على أن القاطرة الندائية -النهضاوية باتت متماسكة وتستعد لقيادة البلاد (منفردة)، وتوجيه انتقادات حادة لحزب آفاق تونس، واتهامه بأنه هدد وحدة الحكومة وتماسكها". في سياق متصل، وتحت عنوان "هل ينتقم آفاق تونس، والوطني الحر (رابع مكونات الائتلاف الحاكم) من النهضة والنداء؟" ، كتبت صحيفة ( الشروق) أنه رغم تصريحات قادة (النهضة) و(نداء تونس) بأنه لا نية لهما التخلي عن شريكيهما في الائتلاف الحكومي، إلا أن بعض الأخبار تقول أن (آفاق تونس) و(الوطني الحر) بصدد التحرك لإنقاذ نفسيهما من تبعات خروج وشيك من الحكم، مشيرة إلى أن حزب (الاتحاد الوطني الحر) دخل في مفاوضات مع حزب (المبادرة) المعارض الذي يقوده كمال مرجان (أحد وجوه عهد بن علي) قصد الاندماج وتكوين حزب واحد قوي. في المقابل، كتبت جريدة (الصحافة) في صفحتها السياسية "يبدو أن مكونات الائتلاف الحاكم قد وجدت الطريق إلى الاتفاق عبر البرلمان بعد أن عصفت موجة من التصريحات الأخيرة لنواب آفاق تونس وقياداتها بتماسك تنسيقية الائتلاف الحاكم، وبدأ الحديث عن اندثار هذا الرباعي وتنسيق كل من جهة حركة (نداء تونس) و(حركة النهضة) حول إمكانية مواصلة الائتلاف دون حزب (آفاق تونس)، مضيفة أن اجتماعا انعقد مساء الاثنين الفارط بمجلس نواب الشعب للجنة العمل البرلماني الممثلة للائتلاف الحاكم، وضم رؤساء الكتل البرلمانية ونائبيهم، مهد للاتفاق على عقد اجتماعات دورية وأسبوعية لتنسيق العمل داخل المجلس وتوحيد مواقف نواب الرباعي الحاكم. في موريتانيا، تطرقت الصحف لقرار الحكومة منح تراخيص للأفراد للتنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية. وأوردت ، في هذا الصدد، تصريحا لوزير البترول والطاقة والمعادن محمد سالم ولد البشير أوضح فيه أن الحكومة سنت إطارا يقضي بمنح تراخيص للأفراد تسمح لهم، ابتداء من يوم الاثنين المقبل، بالتنقيب السطحي عن الذهب بالطرق التقليدية. ونقلت عن ولد البشير قوله إن الدولة حددت منطقة عمليات التنقيب التي ستكون خاضعة لحماية الأجهزة الأمنية، مضيفا أنه ستتم مصادرة أي أجهزة غير مرخص لها، وأن كل شخص يتم ضبطه بعد القرار الحالي يعمل دون ترخيص سيتم تغريمه وإحالته على العدالة. وذكرت الصحف بأن عشرات الموريتانيين أقدموا خلال الأسابيع الماضية على استخراج كميات من الذهب السطحي بشكل تقليدي، ودون أي ترخيص وبطرق وصفت ب "الفوضوية " في أماكن تدخل ضمن الحيز الجغرافي لرخص تنقيب ممنوحة لشركات منجمية. كما ركزت على نتائج الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء وخاصة التدابير التي اتخذها لإعادة هيكلة المنظومة الوطنية للتعليم العالي والبحث العالمي والتحضير لموسم الحج للسنة الجارية وإجرءات ضمان حسن تنظيمه. على صعيد آخر، تطرقت الصحف لقرار محكمة الاستئناف بمدينة نواذيبو (شمال موريتانيا) تأكيد الحكم بإعدام كاتب مقال مسيء لنبي الإسلام. وذكرت أن المحكمة ستحيله إلى النيابة العامة بالمحكمة العليا وذلك "للنظر في مدى صدقية توبته". و.م.ع