أعطى وزير الصحة السيد الحسين الوردي، يوم الاثنين بالرباط، الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للتحسيس بداء السكري، تحت شعار "جميعا ضد السكري"، بحضور وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي. وتندرج هذه الحملة في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي في أكتوبر 2014 بهدف الوقاية من الأمراض المزمنة والمكلفة مثل داء السكري. وتهدف هذه الحملة، التي رصد لها غلاف مالي بقيمة 15 مليون درهم، بشكل عام، إلى التواصل حول داء السكري والوقاية منه والتكفل به ومضاعفاته، كما تروم على الخصوص التعريف بمختلف أنواع داء السكري واحتمالات الإصابة ومؤشراتها ومضاعفات الداء، والتحسيس بأهمية الكشف المبكر واعتماد نظام غذائي صحي، وإشراك مهنيي الصحة والمعنيين في التحسيس والتربية العلاجية، فضلا عن انخراط وسائل الإعلام في الإخبار والتحسيس حول داء السكري ومضاعفاته. وتتوزع فترات الحملة التي تستمر لمدة سنة على ثلاث مراحل تهم الأولى حملة رمضان (يونيو-يوليوز) والثانية تتزامن مع اليوم العالمي لداء السكري (نونبر-دجنبر) فيما تتزامن المرحلة الثالثة مع اليوم العالمي للصحة (أبريل-ماي). وقال السيد الوردي في كلمة بالمناسبة، إن داء السكري، الذي يعتبر مرضا مزمنا صامتا ومتطورا، يعد أول أسباب العمى وبتر الأعضاء والقصور الكلوي، ويمثل تحديا كبيرا بالنسبة للصحة العمومية، إذ يتراوح عدد المصابين ما بين 1,5 و2 مليون شخص، إضافة إلى 15 ألف طفل مصاب، مضيفا أن 50 في المئة من المصابين لا يعلمون بالإصابة. وأكد أن الوزارة تتكفل ب 580 ألف مصاب وتخصص 145 مليون درهم للأدوية، مشيرا إلى أن 53 في المئة من نفقات التأمين الإجباري عن المرض المرتبطة بالأمراض المزمنة تخصص لداء السكري. ومن جانبه، اعتبر السيد الخلفي، أن جهل 50 في المئة من المصابين بداء السكري بإصابتهم بهذا الداء، وعدم تجاوز عدد المتكفل بهم لحوالي 600 ألف من أصل ما بين مليون ونصف ومليوني مصاب، يعني أن "هناك أزمة تواصلية تحسيسية على مستوى المجتمع". وأكد أن القطب العمومي والنسيج الإذاعي الوطني ينخرط في هذه الحملة باعتبارها ضرورية ومصيرية، مشيرا إلى أن هذه الحملة لا تستهدف المصابين ومحيطهم الأسري فحسب، بل تتوخى تعبئة المجتمع من خلال حملات تواصلية دورية منتظمة تساهم فيها كافة الوسائط "لبناء وعي جماعي صحي استباقي يساعد على الحد من الكلفة الصحية لهذا المرض الفتاك". وأكد المدير العام للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي السيد عبد العزيز عدنان، على ضرورة تعزيز المنظومة الصحية خاصة من خلال توسيع التغطية الصحية وتعزيز الوقاية باعتبارها ركيزة أساسية للحد من الأمراض. وأشار إلى أن داء السكري يمثل نسبة 40 في المئة من المؤمن لهم المصابين بأمراض مزمنة، وأن عدد المصابين انتقل من سنة 2008 إلى سنة 2014 من حوالي 22 ألف إلى حوالي 55 ألف مصاب، مضيفا أن الصندوق يسجل 6064 حالة جديدة في السنة. ومن جهته، أكد المدير العام للوكالة الوطنية للتأمين الصحي، السيد الجيلالي حازم، أن إشراك المتدخلين في التغطية الصحية الأساسية ضروري وملح لتعزيز المنظومة الصحية، مشيرا إلى أنه يتم لأول مرة انخراط هيئات وصناديق التأمين الإجباري في السياسة الوطنية للوقاية من الأمراض المزمنة والمكلفة. وسجل أن موارد التأمين الإجباري تتزايد بنسبة 10 في المئة في السنة، في الوقت الذي تتزايد فيه المصاريف بنسبة 17 في المئة، مضيفا أن نسبة النفقات المرتبطة بالأمراض المزمنة تمثل 50 في المئة من مجموع نفقات التغطية الصحية الإجبارية. وحسب دراسة أنجزتها منظمة الصحة العالمية سنة 2014 حول الأمراض غير المتنقلة بالمغرب، فإن النفقات المرتبطة بالأمراض غير المتنقلة، ومنها داء السكري، تمثل 14 في المئة من مجموع نفقات الصحة.