"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" إنها مصيبة تصيب بلدنا العزيز، فاللهم ارحم موتانا وتقبلهم من الشهداء واشفي المجروحين وواسي اليتامى والأرامل وسائر المغاربة في هذا المصاب الأليم. لحظات رعب عاشها المغاربة في العديد من المدن والقرى التي طالتها الهزات دفعتهم لمغادرة بيوتهم في رد فعل بشري، ليبدأ بعدها رد فعل انساني حيث يطمئن الجار عن جاره مهما كانت العلاقة بينهم، ثم انطلق سيل من الاتصالات أربكت الشبكة، مهما كانت المدينة أو البلد أو درجة القرابة والصداقة الكل يطمئن على الكل. ومع توالي الفيديوهات والأوديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل سريع بدأت ملامح الكارثة المختبئة في الظلام بالتكشف ليتكشف معها معدن المغاربة الحقيقي ليتجند الشعب قاطبة من قمته لقاعدته. أطر صحية تصل الليل بالنهار، ورجال الوقاية المدنية يغوصون في عمق الركام، معاول بسيطة ترفع للسماء راجية الله ثم تضرب الصخر تفتت، أذرع ممدودة تبذل من دمائها للوطن وتقول هل تريد المزيد؟ اخترت التفاهة من هواتفنا و انطلقت الآف المبادراتلمد يد العون… لطالما اعتمد المغاربة على الله ثم على أنفسهم في تجاوز المحن و هذه المحنة لن تكون استثناء بإذن الله. لن ييتاح أي مغربي حتى يرى المساعدة تصل لأقصى نقطة في قمم جبال المغرب الشامخ. ثم للمرحلة ما بعدها، فلابد من تقييم دقيق لكل ما حدث لمكافأة كل تفاني و تكريم كل متطوع و أيضاً لمحاسبة كل متهاون و متخاذل من أجل العدالة للضحايا و أيضاً لتجنيب الأجيال القادمة مآسي يمكن تفاديها. حفظ الله وطننا الحبيب ملكاً وشعباً، وسنقول معاً للأرض إذا اهتزت "اثبتي مكانك بإذن الله فإن فوقك وطن اسمه المغرب".