“الراب” هو فن التمرد وكما ان هناك “راب” التمرد على الواقع الثقافي والديني والخروج على العادات والتقاليد في كل شيء فهناك التمرد على الواقع السياسي وعلى السلطوية وكما ان هناك قبول لذاك التمرد بكل صوره بل وهناك ساحات عمومية وبرامج ومهرجانات ترحب وتفتح ذراعيها وتغدق بالاموال والأضواء على أولئك “الروابا” وهم يسبون ويشتمون ويلعنون وهم يتفحشون في الكلام الساقط والداعر والفاحش و”الخاسر” و”كلاش170″ من آخر الإبداعات وعينة “للراب” المرضي عنه، حيث عقدت الندوات والبرامج في الإذاعات بل وفي بلاطوات التلفزة العمومية تبشر بهذا الفتح الفني وتثني عليه فكيف لا نقبل بهذا التمرد الفني ذو “كلاش” سياسي … صحيح ان نسبة الجراة كبيرة وحدة النقد فوق القياس خصوصا اذا مَس شعار (الله ،الوطن،الملك) او بعضه ولكن قبول كل ذالك “التخسار” الفني يفرض علينا قبول هذا القصف السياسي مهما يكن من جذريته… موقفي الشخصي ان مضمون “الكلاش الثلاثي” المتجلي في القهر والحكرة عليه إجماع “بروليتاريا” الشعب لكن بعض التفاصيل فيها خلاف واختلاف وكما قيل: الشيطان يكمن في التفاصيل، هذا موقفي الشخصي عموما … لا أتفق بتاتا مع “ولد الكريا” شكلا ومضمونًا، فهو مازال مرتبط بماضيه بين الادمان والسجن والظروف الاجتماعية والمادية المزرية وحق له ان يتمرد وان يعبر عن واقعه ومحيطه لكن دون ان يغرق في ماضيه، نفس الامر مع “لزعر” فهو يقرأ نص قرائي بصوت جهوري ومكساج ومونطاج وبعض “الرتوشات” الإخراجية المرتبطة بالتصوير مع كامل الاحترام لحسن النية وتحفظي على الأسلوب ولا علاقة للخوف من عدمه لهذا القول، حيث يغيب الفن في كل “مقاطعه” وتحضر السياسة فتقتل الرسالة الفنية، لكن “لغناوي” شيء اخر انه بالفعل “فنان متمرد” يتقن عمله ويجيده، للاسف كان غير موفق في اختياره الاخير ليس على مستوى مقطعه الغنائي بل فيما يخص رفقته الغنائية اما مقطعه فكان ذو جودة عالية في الكلمات والاداء والرسائل وهي أركان أساسية في فن “الراب” واظن حضوره أعطى زخما في الفن، في “الراب”، في المشاهدة وفي كل شيء … يبقى ان نقول أن الدولة عليها ان تتعامل بالرحمة مع “المتمردون الجدد” وان لا تضيق عدالتها بفن ونقد بعض “الروابا”، فليس مطلوبا ان يعزف جميع “الروابا” لحنا واحدا ولا ان يوجهوا نفس “الكلاش”، فان قال بعضهم “عاش الشعب” فقد قال البعض الاخر”عاش الملك” هنا فقط سيعيش الوطن كل الوطن لان الجميع يعبر بحرية وبشعار خالد، الله الوطن الملك …حفظ الله المغرب كل المغرب ملكا وشعبا.