من أجل مغرب أفضل وشباب واعد نظمت مبادرة طارق بن زياد ( قرية تيزي) أمس السبت 18 أبريل مائدة مستديرة للأحزاب السياسية حول موضوع الشباب والأحزاب السياسية بمدينة الرباط حيث يعد هذا الملتقى الأول من نوعه الذي يشرح توجهات الشباب وأفكارهم مع حتهم على الإنخراط في العمل الحزبي. وقد كان حزب الديمقراطيين الجدد حاضرا وبقوة ممثلا بالسيد منير بنعلي عضو المكتب السياسي للحزب الذي أشار في كلمة تمهيدية موضحا من خلالها تفاقم ظاهرة عزوف الشباب عن الممارسة السياسية وهو ما تؤكده النسبة المتدنية لمشاركة هذه الفئة في الاستحقاقات الانتخابية. وتهدف هذه المائدة إلى مناقشة أسباب وعوامل هذا العزوف وأيضا الوسائل والطرق الكفيلة لتحفيز الشباب وتشجعيهم على المشاركة السياسية. وقبل طرح أسئلة مرتبطة بالموضوع أكد السيد منير بنعلي ممثل حزب الديمقراطيين الجدد على أهمية موضوع هذه المائدة المستديرة، لا سيما أن بلادنا مقبلة على مسلسل انتخابي سيعيش معها المغرب ما يمثل حقا بالعرس الديمقراطي الذي يفرض على الجميع الانخراط والمشاركة الفعلية من أجل إنجاحه ،أما فيما يتعلق بنفور الشباب من السياسة فهي ظاهرة تثير القلق وتدعونا إلى وقفة تأملية من أجل دراستها وتشخيص أسبابها وطرح الحلول من أجل تجاوزها. وأضاف بنعلي في هذا السياق إنه وبالرغم من غياب إحصائيات دقيقة ومفصلة تمكننا من معرفة نسبة عزوف الشباب عن الممارسة السياسية كما هو الشأن في الدول الغربية، إلا ان الملاحظ أن شبابنا يعيش أزمات ومشاكل ( انحراف، بطالة،تهميش …) وليست له رؤية مطمئنة لمستقبله خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها بلادنا. وحول المواصفات التي يجب توفرها في الشباب الذي يرغب في المشاركة السياسية يرى بنعلي عضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطيين الجدد أن السياسة في معناها البسيط هي المشاركة في تسيير الشؤون العامة لذا يجب على الشباب أن يكون مؤهلا للعمل في هذا المجال من خلال امتلاك رصيد معرفي واكتساب التجربة الضرورية. واشار السيد بنعلي كذلك إلى ضرورة تبسيط الخطاب السياسي والرفع من مستواه وأكد على دور الأحزاب في تأطير الشباب وسياستها من أجل استقطاب هذه الفئة وتشجيعها على الممارسة السياسية وأضاف أن حزب الديمقراطيين الجدد يقوم بهذه الوظيفة التأطيرية لفئة الشباب كما هو الشأن اليوم ( في إشارة إلى اللقاء التكويني الذي انعقد بالمقر المركزي بالدار البيضاء). ووجه السيد منير بنعلي دعوة السياسيين بأن يكونوا المثل الأعلى للشباب وقدوة يحتذي بها في ممارسة السياسة، ووجه كذلك دعوة للشباب يحثهم فيها على أخد المبادرة والانخراط في الأحزاب والنضال داخلها بصمود وثبات من أجل المساهمة في تحقيق التغيير المنشود وفي بناء وطن تسوده العدالة والديمقراطية. السيد بنعلي حمل مسؤولية نفور الشباب من السياسة إلى الأحزاب التي من المفترض أن تساهم فعلا في تأطير المواطنين بصفة عامة حيث أصبح من العسير حاليا التمييز بين أحزاب ذات توجه يميني وتلك التي تتبنى فكرا يساريا كما يلاحظ تشابها في برامجها الانتخابية وكأنها نسخة واحدة ، وأوضح في هذا السياق أن حزب الديمقراطيين الجدد لم يعتنق هذا المذهب إذ جعل من النجاعة والفعالية شعارا له ، إضافة إلى سعيه إلى المصالحة بين السياسة والمعرفة. وختم بنعلي قوله في هذا اللقاء بأنه يجب على الأحزاب ان تتحمل مسؤوليتها بالاضافة لمكونات المجتمع (الاسرة المجتمع المدنيي المنظومة التعليمية …) لتكوين جيل جديد قادر على مواجهة التحديات التي تواجه البلاد في السنين القادمة.