تعكف أجهزة أمنية مختلفة، منذ مدة، على تجميع وتحليل معطيات تخص «عبوة متفجرة» يفترض أن أشخاصا مجهولين تمكنوا من نقلها إلى ضواحي الناظور من أجل تجريب مفعولها، قبل تواريهم عن الأنظار، ما حال دون تحديد هوياتهم وانتمائهم. واستنفر الانفجار واحتمال وقوف خلية إرهابية وراءه المصالح الاستخباراتية، إذ عملت طيلة الأيام الماضية على تعبئة عناصرها من أجل تجميع المعلومات الكافية حول الحادث وتدقيق كافة التفاصيل والمستجدات في مسرح الحادث. وأوضحت مصادر «الصباح» أن فرقة أمنية أجرت أبحاثا وتحريات من شأنها أن تقود إلى فك خيوط فرضية تفجير عبوة تقليدية الصنع، يوم الخميس 19 يناير الماضي، في منطقة صخرية صعبة المسالك تبعد عن بلدية العروي بأزيد من 12 كيلومترا، يشتبه أن وراءه أفراد «خلية إرهابية». وأضافت المصادر ذاتها أن الأبحاث التي تحاط بسرية تامة شملت أخذ عينات من التربة وتجميع «شظايا» من مسرح الانفجار من أجل تحليلها في المختبر العلمي، كما أجريت عمليات تمشيط واسعة، وتم الاستماع إلى شهادات أشخاص من سكان المنطقة تؤكد سماعهم دوي الانفجار من مسافة بعيدة. ووفق المصادر ذاتها، فإن الأجهزة الأمنية استمعت إلى بعض رعاة الغنم الذين كانوا بالمنطقة، إذ صرح عدد منهم أنهم أصيبوا بالهلع نتيجة قوة الانفجار الذي خلف سحابة كثيفة من الدخان، دون أن يدركوا ما إذا كان الأمر يتعلق بعمل مدبر، أو يتمكنوا من تحديد هوية من يقف وراءه. في السياق ذاته، حصلت «الصباح» على إفادات شهود عيان تؤكد مشاهدتهم سيارة رباعية الدفع تحل بالمنطقة يوم الانفجار، غير أنهم لم يتمكنوا من تحديد ملامح ركابها، وصرح أحد رعاة الغنم انه لمح دخانا كثيفا يتصاعد من واد صخري فور سماع دوي الانفجار. وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن السيارة رباعية الدفع يحتمل أنها تحمل لوحة ترقيم مدينة مليلية، ما يمكن أن يؤشر على ارتباط العملية بتنظيم متطرف يتخذ من المدينةالمحتلة قاعدة لأنشطته الممتدة إلى عمق مناطق مجاورة بإقليم الناظور. ويتجه اهتمام السلطات الأمنية، في الوقت الراهن، في حال تأكيد الفرضية، إلى توجيه ضربة استباقية لنشاط شبكة إرهابية قد تكون بصدد الإعداد لمخطط إرهابي مفترض بعد إنهاء الترتيبات المتعلقة بتجريب العبوات التي تصنع تقليديا باعتماد وسائل ومواد متوفرة في الأسواق. يشار إلى أن المنتديات «الجهادية» على الأنترنت تلعب دورا مركزيا في تقديم الشروحات الكافية حول كيفية استخدام المتفجرات وصناعة قنابل تقليدية الصنع باستعمال مواد متوفرة في الأسواق، وثبت من خلال التحقيقات التي أعقبت تفجير اركانة الإرهابي، أن وراء الحادث قنبلة تقليدية الصنع لجأ المتورطون إلى الاستفادة من التقنيات والخطوات المتاحة على الشبكة العنكبوتية لتعلم كيفية صنعها.