تبدأ بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية، اليوم الاثنين، أطوار محاكمة عصابة مكونة من 4 أشخاص من جنسية ليبية ومغربي، متابعين بتهمة "الاتجار الدولي في المخدرات"، بعد انتهاء مرحلة التحقيق التفصيلي مع المتهمين الخمسة والكشف عن خبابا القضية . ويتابع فيها كل من المتهمين الرئيسيين في الملف، المغربي (ع.ح)، مواليد 1964 بالحسيمة، والليبي الجنسية المقيم بالمحمدية، المدعو (ص.م)، مواليد 1961 بطرابلس، وشريكيهما من الجنسية نفسها، (ف) و(ع.ل). وكانت عناصر الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية لأمن المحمدية ألقت، الأربعاء الماضي، القبض على عصابة، مكونة من 4 أشخاص من جنسية ليبية ومغربي، متابعين بتهمة "الاتجار الدولي في المخدرات". وجرت إحالتهم في 17 من الشهر الجاري على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالمدينة نفسها، للكشف عن خبايا الملف. وجاء اعتقال المتهمين الرئيسيين صدفة، في إطار حملة لدورية رجال الأمن بشارع الجيش الملكي، بعد أن أثار انتباههم تجمع أشخاص وسط الشارع كانوا يحاولون فض نزاع بين شابين في مقتبل العمر، فتوقفوا، وبعد استطلاع الأمر تبين أن المغربي (ع.ح)، كان ممسكا بتلابيب شخص آخر، تأكد أنه من جنسية ليبية ويدعى (ص.م)، فحاولوا، بدورهم، التدخل لفض الاشتباك، وتمكنوا من تخليص الليبي من بين يدي المغربي، الذي رفض ترك الأول، خوفا من أن يفر هاربا. ومن شدة غضب (ع.ح) وتوتر أعصابه،فضح نفسه، إذ كشف عن أفراد عصابة ينتمي إليها، متخصصة في تهريب المخدرات نحو الخارج، ولم يدرك تبعات تصرفه، بحيث ادعى أنه تعرض لعملية "نصب" محكمة من طرف الليبي، الذي ينشط معه في المتاجرة في المخدرات، بعد أن أخل بوعده في تسليمه سيارة من نوع "مرسيديس 270" كعمولة عن وساطته عن آخر عملية لتهريب المخدرات جرت في اتجاه ليبيا. وأفاد مصدر أمني "المغربية" أن (ع.ح) تعرف على (ص.م)، في أحد مقاهي شاطئ المركز بالمدينة منذ حوالي سنة، كما كان يتردد عليه باستمرار كزبون في الوكالة التي يملكها لكراء السيارات بحي الحسنية، وتوالت بينهما اللقاءات، وتوطدت علاقتهما، فأخبره أنه يتحدر من منطقة كثامة القريبة من الحسيمة، حيث تسكن عائلته، ما جعل الليبي يعرض عليه أن يتوسط له في الحصول على كمية مهمة من المخدرات من أجل تهريبها إلى بلده الأصلي، مقابل سيارة من النوع الفاخر كعمولة. تردد المغربي كثيرا في قبول عرض الليبي، إلا أنه وافق، طمعا في ما سيجنيه من الصفقة، خاصة أنه كان يمر بضائقة مالية. اتصل (ع.ح) بأحد أقاربه بالمنطقة، المدعو (ع.و)، المعروف بترويجه للمخدرات، بهاتفه المحمول، وأخبره أنه يحتاج إلى كمية مهمة من مخدر "الشيرا" من نوع جيد من أجل تهريبها إلى ليبيا، فوافق على الفور، وأكد له أنه سيعمل على توفير الكمية المطلوبة خلال أيام. وحسب المصدر الأمني نفسه، صرح المغربي، خلال التحقيق معه، أنه انتقل إلى كثامة مع الليبي رفقة صديقين له من الجنسية ذاتها لنقل المخدرات، بعد أن وفر لهم مزودهم بالمنطقة حوالي 600 كلغ من مخدر "الشيرا"، التي جرى تهريبها إلى ليبيا أخيرا، دون أن ينكشف أمرهم، إلى حين ضبط دورية الشرطة المتهمين الرئيسيين وهما يتشاجران في الشارع. من جهة أخرى، أنكر (ص.م) جميع التهم المنسوبة إليه، ورفض كل ما جاء في ادعاءات المغربي، مؤكدا أن علاقته بالأخير لم تتجاوز حدود الزبونية بحكم امتلاكه وكالة لكراء السيارات، كما أنكر مرافقته للمغربي إلى منطقة كتامة، مؤكدا أنه لم يسبق أن زاره في حياته، وأوضح أنه كان سلمه سيارته "المرسيديس" ليبيعها، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، فاستردها منه، ما أثار غضب (ع.ح)، الذي بدأ يتردد على الوكالة ويهدده، كما أنكر معرفته بمروج المخدرات (ع.و)، الذي تأكد وجوده بكتامة، كما أظهر البحث التمهيدي أنه يعمل في المتاجرة وترويج المخدرات بالمنطقة. ولم يتمكن رجال الأمن من إلقاء القبض على المتهم، الذي حررت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني.