اختتمت، أمس الثلاثاء، مجموعة من المتطوعين الهولنديين زيارتها إلى منطقة الريف، في إطار برنامج تطوعي بيئي احتضنته جمعية "بيرما ريف للزراعة المستدامة"، بشراكة مع مؤسسة "ريفوريست" الهولندية. وتُعد هذه المجموعة الثانية من نوعها التي تستقبلها الجمعية، بعد زيارة أولى نُظمت في أكتوبر الماضي، ضمن مشروع مشترك بين الطرفين يهدف إلى تطوير الضيعات الإيكولوجية (غابات الطعام) بدعم من منظمة "الأوز البري" الهولندية. وقد دشنت المجموعة زيارتها بأعمال تطوعية انطلقت من ضيعة "حسن"، وهي واحدة من بين خمس ضيعات يتم تطويرها في إطار هذا المشروع الطموح، وتقع بمنطقة "أزمور إحطان" التابعة لجماعة تاليليت، المتاخمة لجماعة تزاغين بإقليم الدريوش. وركّزت أولى أنشطتها على غرس الأشجار المثمرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي وتعزيز النهج المستدام في الزراعة والغرس. كما شهدت الضيعة ذاتها تنظيم أول دورة تكوينية ميدانية حول إنتاج السماد الطبيعي (الكومبوست)، حيث تلقى المتطوعون تأطيرًا عمليًا حول الطرق المثلى لصناعة هذا السماد البيولوجي، كبديل صديق للبيئة للأسمدة الكيميائية، التي ثبت علميًا تأثيرها السلبي على صحة التربة والتوازن البيئي. وفي محطة أخرى من البرنامج، زارت المجموعة ضيعة عبد الحكيم الوعماري بجماعة اجرمواس باقليم الدريوش، حيث وقفت على تقدم الأشغال هناك، واطلعت على مختلف التقنيات المستخدمة، من غرس الأشجار المثمرة إلى طرق تجميع مياه الأمطار واستعمال مياه البئر التقليدية التي تُجلب من مسافة تقارب الكيلومتر. وخُتم البرنامج التطوعي بزيارة إلى ضيعة منير السلامي بضواحي مركز "أيث قمرة" بإقليم الحسيمة، حيث تعرف المتطوعون على التقدم المحرز في المشروع، إلى جانب تنظيم دورة ثانية حول إنتاج الكومبوست، بمشاركة عدد من الفلاحين المحليين الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا باعتماد هذه التقنية البيئية في أراضيهم الزراعية. إلى جانب الجانب البيئي، تضمن البرنامج زيارات ثقافية وطبيعية، شملت استكشاف بعض الشواطئ التي تزخر بها المنطقة، إضافة إلى زيارة لفضاء الذاكرة وتاريخ المقاومة بمدينة ميضار، حيث تلقت المجموعة شروحات حول تاريخ المقاومة في المنطقة و في عموم المغرب. وتندرج هذه المبادرة ضمن توجه شامل لتعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة، وتبادل الخبرات في الزراعة البيئية، مع تشجيع مشاركة المجتمعات المحلية في مشاريع تعزز مناعتها الاقتصادية والبيئية.