تشهد منطقة الريف تقدماً في إنشاء ضيعات إيكولوجية نموذجية، حيث أُطلقت السبت عملية إحداث الضيعة الثالثة بالقرب من مركز آيت قمرة في إقليمالحسيمة، ضمن مشروع "غابات الغذاء بالريف" (Food Forest Rif) الذي تُشرف عليه جمعية "بيرما ريف للزراعة المستدامة" بشراكة مع مؤسسة "ريفوريست" وبدعم من منظمة "الإوز البري" الهولندية. وتعد المرحلة الجارية، التي انطلقت بداية الأسبوع الماضي وتستمر حتى نهاية الأسبوع القادم بمشاركة متطوعين هولنديين، محطة حاسمة في بناء هذه الضيعات. وتُشرف الجمعية على وضع تصاميم ملائمة للضيعات، وذلك تحت إشراف عمر حاجي، الخبير في الزراعة الإيكولوجية. وتشمل هذه المرحلة غرس الأشجار المثمرة وأنواع من الأشجار المساهمة في إصلاح التربة، مثل الزيتون، والرمان، والخروب، والبشملة، إلى جانب زراعة أعشاب طبية كالازير في نفس الحفرة مع الأشجار المثمرة.
وأوضح عمر حاجي أن هذه التقنية تهدف إلى تعزيز صحة الشجرة من خلال توفير مواد عضوية تساعدها في النمو ومقاومة الآفات التي قد تهاجمها، خاصة في مراحلها الأولى. وأشار إلى أن أسلوب "غابات الغذاء" يُعيد إحياء نمط الزراعة الذي اتبعه الأجداد، عبر التنويع الزراعي وإيلاء أهمية لكل شجرة في ظروف نموها الطبيعية، دون الحاجة إلى مركبات كيميائية.
من جهته، صرّح عبد الرفيع العدناني، رئيس جمعية "بيرما ريف"، أن الجمعية جزء من الدينامية التي شهدتها منطقة الريف في السنوات الأخيرة، حيث بدأ توزيع الأشجار المثمرة على الفلاحين الصغار بمبادرة من "ريفوريست". وأكد أن المشروع الحالي يمثل تطوراً لتلك المبادرة، حيث يهدف إلى إنشاء ضيعات نموذجية يمكن أن تُحدث تحولاً اقتصادياً واجتماعياً جذرياً في حياة المستفيدين.
وأوضح العدناني أن هناك توجهاً متزايداً نحو العودة إلى الأرض مع زيادة الوعي بأهمية الزراعة الإيكولوجية، وأن الجمعية ستواصل عمليات التشجير الموسمية، حيث ستطلق حملة جديدة في الأسابيع القادمة لتوزيع آلاف الأشجار والأعشاب الطبية بدعم من شركائها.
أما سعيد القدوري، عضو مؤسسة "ريفوريست"، فأعرب عن حزنه إزاء تدهور الحياة العضوية للتربة نتيجة استخدام المركبات الكيميائية. وأكد أن مؤسسة "ريفوريست" تهدف منذ تأسيسها إلى استعادة الحياة الطبيعية للتربة في الريف من خلال نظام التنويع الزراعي الذي اعتمده الأجداد، لضمان توازن بيئي وتوفير "دفاعات طبيعية" للأرض.