قدّمت السياسية الفرنسية من أصل مغربي، نجاة فالو بلقاسم، يوم السبت الماضي، سيرتها الذاتية "La vie a plus d'imagination que toi" (الحياة أكثر خيالاً منك)، في إطار فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط. وجاء تقديم الكتاب ضمن ندوة نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج، بحضور عدد من المهتمين بالثقافة والسياسة، وممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية. في هذه السيرة، تعود نجاة بلقاسم إلى بداياتها المتواضعة في قرية صغيرة قرب الناظور بالمغرب، حيث وُلدت سنة 1977، قبل أن تهاجر إلى فرنسا في سن الرابعة. وتصف تفاصيل انتقالها إلى الضواحي الفرنسية، وكيفية تأقلمها مع مجتمع جديد، يختلف في لغته وثقافته عن البيئة التي نشأت فيها. يسرد الكتاب، الذي صدر في طبعته المغربية عن دار "ملتقى الطرق"، محطات أساسية في حياة بلقاسم: من الطفولة في الهامش، إلى مقاعد الدراسة، ثم الاندماج في العمل السياسي، وصولاً إلى شغلها منصب وزيرة التربية الوطنية في عهد الرئيس فرانسوا هولاند، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب في تاريخ الجمهورية الفرنسية. كما تتناول بلقاسم في سيرتها التحديات المرتبطة بكونها امرأة من أصول مهاجرة في مشهد سياسي فرنسي تغلب عليه الهوية البيضاء، ولا تخفي في فصول كتابها ما تعرضت له من حملات عنصرية من قبل اليمين المتطرف، كما تتطرق إلى خيبات الأمل السياسية التي عاشتها، خصوصًا مع تراجع اليسار في فرنسا، وعلاقتها المعقدة بحزبها الاشتراكي.