تمكنت السلطات التركية من إلقاء القبض على المواطن المغربي "يونس ن"، المطلوب من قبل العدالة الإسبانية بتهمة ارتكاب جرائم اغتصاب بحق أكثر من مئة طفل، بالإضافة إلى تورطه في واحدة من أكبر شبكات استغلال الأطفال وإنتاج المواد الإباحية التي ضُبِطت في إسبانيا. وجاءت عملية الاعتقال في مدينة بودروم التركية، بعد تحرّك مشترك بين الإنتربول والشرطة الإسبانية، منهيةً بذلك سنوات من البحث عن أحد أخطر المجرمين الجنسيين في أوروبا. وكان المتهم قد هرب قبل موعد محاكمته عام 2019، حيث كان من المقرر أن يُحاكم في إسبانيا ضمن قضية شبكة "منتجات آشباخر"، التي كانت تعمل تحت غطاء شركة قانونية بينما تُدار خلف الأبواب المغلقة كمنظمة إجرامية متخصصة في استغلال الأطفال. وقد تمكن من البقاء خارج السجن لسنوات، مستخدماً أساليب التخفي والهويات المزورة، إلى أن أدت تحريات الشرطة التركية إلى تعقبه واعتقاله في أحد فنادق المدينة السياحية. ووفقاً للمعلومات، حاول "يوسف" عند مداهمة غرفته التظاهر بأنه لاجئ فلسطيني هارب من النزاع في الشرق الأوسط، إلا أن تحليل بصماته كشف هويته الحقيقية، كما عُثر لاحقاً على جواز سفره مخبأً بعناية في حقيبته. وكانت الشرطة الإسبانية قد أصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية عبر الإنتربول بعد اتهامه بالاشتراك في جرائم الاعتداء الجنسي على 103 أطفال، إضافة إلى دوره في إنتاج ونشر مقاطع إباحية لأطفال تم استدراجهم من بيئات هشة. وتعود جذور القضية إلى عام 2015، عندما تمكنت الشرطة الكتالونية (الموسوس) من تفكيك الشبكة واعتقال سبعة من أعضائها الرئيسيين، بينما ظل المتهم هارباً. وقد حُكم على زعيم الشبكة، الفرنسي "جان لوك آشباخر"، بالسجن 240 عاماً لدوره في تنظيم عمليات الاستغلال الجنسي للأطفال، بينما تلقى شريكه عقوبةً مخففة بلغت 19 عاماً. ومن المتوقع أن يتم تسليم الموقوف قريباً إلى إسبانيا، حيث سيواجه المحاكمة على جرائمه التي هزّت الرأي العام الإسباني وأثارت تساؤلات حول فاعلية آليات مكافحة جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال على المستوى الدولي.