تضمن كتاب الاندلس فى عصر بنى عباد للباحث المغربى الدكتور أحمد الطاهرى الذى تم توقيعه فى مديرية ثقافة حلب مساء أمس دراسة فى سوسيولوجيا الثقافة والاقتصاد وأحوال التجار والتجارة والصناعة والمعاملات وعامة الباعة وأهل الصناعة والحرف وأرباب الاموال وأهل السوق وما يرتبط بذلك من وسائل وتقنيات ونظم فى الاندلس زمن حكم بنى عباد. ويقع الكتاب الذى اصدرته دار اشبيلية فى 500 صفحة ويأتى استكمالاً لمشروع بدأه الطاهرى فى كتابة التاريخ الحضارى للأندلس محاولاً بذلك سد الفجوة العميقة التى تعانيها المكتبات العربية من نقص فى الابحاث التى تتناول البناء الحضارى للأمة العربية فى أوج مجدها وقوتها ثم البحث فى الاسباب التى أدت الى الانحدار ولاسيما أن بلاد الأندلس كانت نقطة البداية الكبرى لما سمى لاحقاً بالنهضة الأوروبية. ويأتى الكتاب فى بابين يضمان 15 فصلاً الأول منهما يتحدث عن المبادلات ونظم الاستثمار التجارى ويتألف من 8 فصول تركز على أرباب الاموال ونظم المشاركة والاقتراض والتجار والباعة وقوانين التصدير والاستيراد اضافة الى الصكوك النقدية والنظام النقدى بشكل عام وميلاد الرأسمالية التجارية فى أوربا الغربية. أما الباب الثانى فهو استكمال للفصول السابقة ويبحث فى أحوال الصناعيين وصناعاتهم فى الفكر الاسلامى والحرف النبيلة والضرورية والرديئة اضافة الى الأصناف الحرفية ونظم الانتاج الصناعى وأصناف الشركات واستثمار الاموال فى المجال الصناعى. وتحدث الأدباء فاضل السباعى وبيانكا ماضية وجورج مراياتى عن أهمية التاريخ العربى فى الاندلس الذى امتد الى ثمانية قرون مشيرين الى أن مرحلة بنى عباد تكاد تكون من أنضر الفترات الأندلسية وأخصبها لما تحويه من تفاصيل على صعيد التطور فى المجالات السياسية والاقتصادية والأدبية والثقافية. يذكر أن الدكتور أحمد الطاهرى من مواليد الحسيمة فى المغرب عام 1958 حاصل على دكتوراه دولة فى التاريخ الاسلامى الوسيط ودبلوم دراسات عليا فى علوم التربية وهو أستاذ التعليم العالى بجامعة الحسن الثانى بالمحمدية فى المغرب وبجامعة عبد المالك السعدى بتطوان ورئيس مؤسسة الادريسى المغربية الاسبانية للبحث التاريخى والاثرى والمعمارى وأستاذ محاضر بجامعتى ليون والسوربون فى فرنسا وفى العديد من مراكز البحث فى سورية والجزائر وتونس ومصر وله العديد من الكتب والابحاث والدراسات .