قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية في ألمانيا، شهدت العاصمة برلين، يوم الأحد 16 فبراير 2025، مظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين احتجاجًا على تنامي نفوذ اليمين المتطرف واحتمالية وصوله إلى السلطة. وبحسب تقديرات الشرطة، بلغ عدد المشاركين في المظاهرة نحو 30 ألف شخص، بينما أكد المنظمون أن العدد وصل إلى 38 ألفًا. وعلى الرغم من هذا الحشد، إلا أن زخم هذه الاحتجاجات يبدو في تراجع مقارنة بمظاهرات سابقة، حيث استقطبت مسيرة مماثلة في ميونيخ يوم 8 فبراير حوالي 250 ألف شخص، بينما شهدت برلين نفسها في 2 فبراير تجمعًا بين 160 ألفًا و250 ألف مشارك. المظاهرة، التي احتضنتها ساحة بيبيلبلاتز أمام جامعة هومبولت، حملت شعار "يدًا بيد، نحن الجدار الواقي"، في إشارة إلى موقف الأحزاب التقليدية في ألمانيا الرافض للتعاون مع الأحزاب اليمينية المتطرفة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ورفع بعض المتظاهرين لافتات مناهضة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يصبح ثاني أقوى حزب في البلاد، بحصوله على ما بين 20 و21% من الأصوات، خلف التحالف المحافظ المتوقع أن يحصد بين 30 و32%. المظاهرة جاءت في سياق سياسي مشحون، حيث أثار نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس جدلًا واسعًا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، عندما دعا الأحزاب الألمانية إلى التخلي عن سياسة عزل اليمين المتطرف، مؤكدًا أن "لا مكان للجدران العازلة"، وهو ما قوبل بانتقادات حادة من الحكومة الألمانية. وتعكس هذه التعبئة الشعبية قلق شريحة واسعة من الألمان إزاء تزايد نفوذ اليمين المتطرف وإمكانية تحالف بعض التيارات المحافظة معه، وهو ما يعتبره المحتجون تهديدًا لقيم الديمقراطية والتعايش في البلاد.