تعيش ساكنة بلدية تارجيست وجماعة سيدي بوتميم بإقليم الحسيمة معاناة بيئية وصحية مستمرة نتيجة الانبعاثات الكريهة والأدخنة السامة الصادرة عن مطرح النفايات القريب من المنطقتين. ويؤكد سكان المنطقة أن هذه الأدخنة تتسبب في أضرار صحية خطيرة، تشمل أمراضًا تنفسية مزمنة ومشكلات صحية متفاقمة، خاصة في أيام الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة، مما يجعل استمرار العيش في هذه الظروف تحديًا يوميًا، وفق ما كشف عنه البرلماني عبد الحق أمغار في سؤال كتابي موجه إلى وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة. وأوضح أمغار أن جماعة سيدي بوتميم شهدت إنشاء مطرح نفايات جديد ومراقب في إطار الجيل الجديد من المطارح، بتكلفة بلغت 54 مليون درهم، ضمن مشروع "الحسيمة منارة المتوسط". ورغم انتهاء الأشغال فيه منذ خمس سنوات، إلا أن المطرح لم يتم تشغيله بعد. وكان يُنتظر أن يساهم هذا المشروع في تحسين الوضع البيئي في عدة جماعات بالإقليم، من خلال القضاء على المطارح العشوائية واعتماد آليات تدبير أكثر أمانًا وفعالية. وأشار البرلماني إلى أن التأخير في تشغيل المطرح الجديد أثار تساؤلات واسعة لدى الساكنة، التي تبحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التعطيل، خصوصًا في ظل الظروف الصحية المتدهورة التي يعانون منها. كما أثار الوضع تساؤلات حول فعالية البرامج الحكومية المخصصة لتحسين الوضع البيئي في المناطق الشمالية، ومدى التزام الجهات المعنية بتنفيذ مشاريع التنمية المستدامة في وقتها. وطالب أمغار وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بتوضيح الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها لتسريع تشغيل هذا المطرح، ودوره في الحد من التلوث البيئي الذي يؤثر على ساكنة المنطقتين. كما تساءل عن مدى جاهزية عمليات إعادة التدوير التي يفترض أن يقوم بها المشروع الجديد للحفاظ على الاستدامة البيئية.