تتقدم الدراسات الخاصة بمشروع إنشاء النفق الذي سيربط بين المغرب وإسبانيا بخطى ثابتة، حيث تعمل "الجمعية الإسبانية لدراسات التواصل الثابت عبر مضيق جبل طارق" على تطوير البنية التحتية اللازمة لتحقيق هذا الحلم الطموح. ووفقًا لتقرير صادر عن "أوروبا سور"، فإن الجمعية أكدت أن التصميم المقترح للنفق يعتمد على نظام مكون من نفقين سككيين أحاديي الاتجاه بقطر داخلي يبلغ 7.90 متر، إضافة إلى نفق خدمات وأمان بقطر 6 أمتار يقع بين النفقين الرئيسيين. ويعتمد المشروع على المعايير الدولية للأمان والكفاءة، مستلهمًا من "يورو تونيل" الذي يربط بين المملكة المتحدة وفرنسا. في خطوة مهمة، أعلنت Secegsa عن تأجير أربعة أجهزة سيسمومتر لدراسة قاع مضيق جبل طارق. وتم منح العقد لشركة "TEKPAM Ingeniería SL" بقيمة 486,420 يورو، مع خيار الشراء. وستُستخدم هذه الأجهزة في حملة بحثية تحمل اسم "الكابتن البحري مانويل كاتالان مورولون" لدراسة النشاط السيسموتكتوني في المنطقة، والتي ستستمر لمدة ستة أشهر. بدأ التفكير في هذا المشروع منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكنه اكتسب زخمًا جديدًا خلال السنوات الأخيرة. وتأتي الجهود الحالية لتعزيز الأسس العلمية والهندسية، رغم التحديات المتعلقة بالزلازل واحتمالات النشاط الجيولوجي في المضيق. يشكل هذا المشروع نقطة تحول في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، إذ سيُحدث نقلة نوعية في الاتصال بين القارتين، ما يعزز التبادل الاقتصادي والثقافي ويوفر فرصًا جديدة للتنمية المشتركة.