قرأت عنوانا لصحيفة إسرائيلية صهيونية تقول أن الجزائر قامت باستضافة تمثيلية للجمهورية الريفية، وهذا الادعاء كذب لا أساس له من الصحة، فالأمر يتعلق بفيديو تمثيلي لمجموعة تسمي نفسها الحزب الوطني الريفي، وليس الجمهورية الريفية المزعومة في القصاصة الاسرائيلية. هذه الجماعة المتطرفة التي سبق لها إدعاء استقبالها من طرف سلطات جنوب أفريقيا دون أي إثبات قامت الأحد ببث فيديو غير واضح - المكان والتوقيت- على أنه في الجزائر، دون حضور أو تواجد أي جهة رسمية جزائرية فضلا عن أن يكون قرارا للدولة الجزائرية باحتضان هذه المجموعة التي ينبذها أبناء الريف، كما أنه ليست هناك أي وثيقة رسمية جزائرية لاعتماد مكتب لهذا الحزب الانفصالي . - سجل حافل بالأكاذيب! قد سبق لهذه المجموعة المنتمية للمدعو يوبا " جابر الغديوي " أن ادعت كذبا أنها وضعت شكاية لدى محكمة لاهاي الدولية ضد السلطات المغربية، وهو ما خرج زميل له بتصريح يكذب فيه ادعاءاته، وأثبتت الوقائع بعدها أن هذه الممارسات السياسوية تهدف بالأساس لاستغلال معاناة معتقلينا وعائلاتهم وماضي الانتهاكات الحقوقية بالريف لأجل خدمة مصالح ذاتية صرفة، خاصة بعد تحسن العلاقات بين المملكة المغربية وعدد من دول الاتحاد الأوروبي التي كانت تمول مثل هذه المجموعات الانفصالية كهولندا وألمانيا وإسبانيا..، مما ضيق الخناق على هؤلاء الذين يحاولون استجداء نظام العسكر الجزائري. - استغلال الدين سياسيا. منذ انخراط المسمى يوبا الغديوي في مواقف متطرفة ضد المملكة المغربية لأسباب شخصية يعرفها المقربون أصبح يستعمل كلمات دينية ليستميل به بعض متابعيه، بينما من يعرف هذا الشخص يدرك أنه ينكر دين الإسلام ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يسبق حسب علمي أن قال يوما أنه تاب عن مواقفه السابقة، وهو ما نرجوه، لكن الانتقال مباشرة إلى استغلال الدين في خطابات سياسية من شخص ناقش على مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من خمسة عشر سنة حول نفيه كون الإسلام دينا جاء به محمد برسالة من عند الله، وتحوله فجأة إلى مؤمن موحد يبدأ كلامه بالبسملة ويضمن خطاباته كلمات دينية فهذا يطرح تساؤلات عدة حول أهدافه الحقيقية. - حراك الريف واضح في موقفه ضد نظام الجنيرالات. من الملاحظ في خطابات هذه المجموعة أنها كثيرا ما هاجمت ناصر الزفزافي وعائلته وذلك لأنه خلال فترة إحتجاجات حراك الريف عبر دائما المناضل ناصر الزفزافي عن مواقفه الوطنية الواضحة وندد بصريح العبارة بالنظام الجزائري ورفض في موقف كنت شاهدا فيه أن يقوم بتصريح لقناة فرانس24 لأنه اعتبرها قناة تعادي الوحدة الترابية للمغرب، ووجه ناصر الزفزافي عدة مرات سهامه نحو جبهة البوليساريو الانفصالية، بل سبق ذات مرة لأميناتو حيدر أن صرحت بذلك منتقدة مواقف الحراك الصارمة ضد جبهة البوليساريو، ويمكن ببحث يسير في منصة يوتوب العثور على عدة مقاطع بالصوت والصورة لناصر الزفزافي في عز حراك الريف قبل اعتقاله يعبر فيها عن مواقفه ضد الجزائر ولأجل هذا نجد ما يسمى الحزب الوطني الريفي لا يتبنى قضية كافة المعتقلين. - هل يجب أن تقلقنا هذه التحركات ؟ ما يقلقني شخصيا هو الواقع الاخفاق الحقوقي في بلادنا وأننا نادينا باستمرار بضرورة إطلاق سراح كافة النشطاء ومعتقلي حراك الريف والمعتقلين السياسيين ولملمة الجراحات خدمة للصالح العام ومستقبل الوطن، أما هؤلاء المغرر بهم فسيتم استغلالهم كسابقيهم من طرف شخصيات معينة أو فصيل ما في المخابرات العسكرية الجزائرية ويتم بيعهم في أدنى صفقة، فهؤلاء ليس لهم وزن ولا صفة أو تأثير في أبناء الريف الذين خرجوا في عز حراك الريف في مسيرة 18 ماي 2017 ليقولوا لسنا انفصاليين..، أما هذه المجموعات فهي موضة إعلامية توجد في كل دول العالم.