زعيم حراك الريف ناصر الزفزافي في نظر الشيخ محمد الفيزازي خان وطنه وملكه، وتطاول على إمارة المؤمنين و مؤسسة الجيش وأهانها بلغة وقحة وتحدث لغة انفصالية، وخرج بالاحتجاجات عن خطها السليم، وهذا أمر فظيع ومهول بالنسبة لشيخ السلفيين، وجب على الجميع أن يتحمل مسؤوليته، ورغم هجومه على الزفزافي فإنه شدد على موقفه الداعم لحراك الريف ومطالبه المشروعة. فيما يتعلق بما يجري في الريف عموما والحسيمة خصوصا، هناك موضوعان مترابطان وفي نفس الوقت مستقلان، الموضوع الذي يتفق حوله كل المغاربة وكل البشر ليس فقط بالمغرب وهو مطالبة الإنسان بحقه في العيش الكريم، والوقوف في وجه الحكرة واستغلال الموارد المحلية من طرف جهات مشبوهة، ولا يمكن أن نختلف معهم ولا مع غيرهم في المطالبة بالجامعة والمستشفى والمدرسة، هذه مطالب محسومة ومن حق سكان الحسيمة أن يناضلوا بكل ما يملكون من قوة من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة يقينا، لكن الشرط الوحيد هو أن يكون هذا النضال وهذه المسيرات والوفقات والاحتجاجات تحت السيادة الوطنية والراية المغربية، وتحت الاعتصام بالمؤسسة الملكية، ومن ثم أسمع كثيرا بأنهم يقولون عني أنني ضد الريف، وهذا كلام باطل ولا يقول به أحد وأنا مستعد للخروج مع إخواني في الريف وفي اقليمالحسيمة للمطالبة بحقوقهم.
أما بالنسبة للزفزافي، فإنه خرج عن الخط الاحتجاجي، واستعمل لغة الانفصال في أكثر من موقع وموضع، والزفزافي يهين المؤسسات الرسمية الكبرى، يهين الجيش الملكي ويسميه الجيش الحربي، ويهين الدرك الملكي ويسميه الدرك الحربي، ويهين مؤسسة الأمن، ويتطاول على مؤسسة الجيش بلغة استفزازية وقحة إلى أقصى الحدود، عندما يقول لهم "إلى كنتو رجال سيرو لكركارات ومتجيوش عندنا احنا" في إهانة واضحة للقوات المسلحة التي تحرس كل حدودنا من البحر الأبيض المتوسط وإلى المحيط الأطلسي، إلى الكويرة وإلى موريتانيا وإلى الحدود مع الجزائر، ثم بعد يقوم مواطن ويصوب سهامه المسمومة إلى أعظم مؤسسة بالبلاد، بل الأكثر من ذلك بلغت به الوقاحة إلى ملك البلاد، ب"ما أنك تزعم بأنك أمير المؤمنين فا فعل كذا وكذا.."، فهذا كلام خطير ما معنى أنه يزعم، هو أمير للمؤمنين غصبا عنه وعن كل خائن لوطنه.
لا تكاد تخطئ أعيينا أن المسيرات والاحتجاجات، أن الراية المغربية مغيبة تماما، استبدلوا بها راية الجمهورية الريفية الوهمية، أضف إلى ذلك أن هناك مكاتب في أوربا لا تخفي انفصالها أبدا والدعوة إلى تحريك الحراك في الريف من أجل الانفصال الحقيقي، وخطاب الزفزافي لا يخفي هذا عندما يقول : " نحن ريافة، وعاش الريف" فكلمة "عاش الريف" خطيرة، لو أنه يقول عاش الريف، عاش سوس، عاش جبالة، عاش الشرق، حينها نقول أنه يقول عاش المغرب بتفصيل، لكن هذه النغمة الانفصالية على أساس عرقي لغوي شيء خطير جدا.
أنا أفصل بين الدعوة بالمطالبة بالحقوق وبين الدعوة الانفصالية البغيضة، ومن تم فإن الاحتجاجات من أجل مطالب حقوقية واجتماعية، حق مشروع، وما أظن أحدا في الدولة أو في الجيش أو في الأمن، يعترض على هذه المطالب، فقط الخلاف حول الأجندة وكيفية تسيير الحوار، لكن ما نفرضه هو النغمة الانفصالية والتي نفرضها تماما.
زد على ذلك، نسمع شعار "سلمية لا حجرة لا جنوية" في حين أن العشرات من رجال الأمن أصيبوا في رؤوسهم وكسرت أسنانهم، وهذا شيء غير مقبول وهذه حرب وهذا تمرد حقيقي، عندما أرى في إحدى شوارع الحسيمة حجارة متناثرة في كل مكان في الشارع، هل الأمن والبوليس جاؤوا بالحجارة في جيوبهم؟.
وأنا شخصيا ما أتلقاه من السب والشتم والتهديد الشيء الكثير، تصلني رسائل متعددة وهذا شيء مهول وفظيع جدا، ويسبون الملك بأشنع السباب ويسبون الدولة المغربية بأشنع السباب ويربطون مستقبل المغرب بشيء جزئي مثل موازين أو ربما "دعارة" بعض الفتيات بالخليج ويربطون فساد الدولة بحالات جزئية من الفساد التي لا يخلو منها مجتمع، وهذا شيء فظيع ولذلك ناقوس الخطر قد دق منذ أسابيع وليس فقط الآن وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته.