تمثل المشاريع الصغيرة و المتوسطة عصب الإقتصاد في البلدان النامية لأنها استطاعت التقليل من أهمية احتكار القطاع العمومي و أصبحت بذلك تمثل العمود الفقري للتنمية و النمو و المنافسة نظرا لدورها السريع في امتصاص البطالة و تجديد النسيج الإقتصادي و ترفع مستويات الإنتاج المعوض لعجز الدولة كما أنها تشجع الإبتكار المستمر عن طريق انشاء مؤسسات مبتكرة جديدة يمتد اثرها الى الإدماج الاجتماعي للعمال و دمغ أساليب جديدة تمتاز بالمرونة و الحركية السريعة و المواءمة المستمرة لمتطلبات و متغيرات السوق .. ادت الاعداد المتزايدة من من خريجي الجامعات سنويا الى عدم قدرة الدولة على استيعاب طالبي العمل من الخريجين خصوصا بعد تضعضع التعليم الجامعي و تخلفه المستمر عن اللحاق بركب التطور اليومي في المعارف و الكفايات و هذا ما نلاحظه في انحطاط المستوى الثقافي و المهني لجل الخريجين من الجامعات ذات الإستقطاب المفتوح التي لا تجد لها موقعا في سوق الشغل الا من خلال التوظيف المباشر من قبل الدولة كحل وحيد لإمتصاصها و هو الشئ المتعذر خصوصا و أن الدولة ليست هي المشغل الاول في المغرب بحسب الإحصائيات الرسمية من قبل وزارة المالية ( عدد الموظفين من قبل الدولة 600000 موظف / عدد الموظفين من قبل القطاع الخاص 13مليون فرد ) . 1: جذور الفكر المقاولاتي . مر مفهوم المقاولة او المقاولاتية بالعديد من التطورات خلال فترات زمنية كانت مليئة بالنظريات و الإسهامات من قبل الباحثين في هذا المجال و ذلك منذ اواسط القرن 16 كما يقرره الباحث الفرنسي j.l filon في كتابه "management des p.m.i" كما تشير مجموعة من الدراسات إلى أنه و حدود القرن 18 كانت معظم الأنشطة الإنتاجية تتمركز في المنازل و تتم بشكل يدوي دون الإعتماد على الألة حيث تميزت هذه الفترة بسيطرة التجارة على الوحدات الأنشطة الإنتاجية الأخرى حيث كانت هذه السمة السائدة في النشاط الاقتصادي و بظهور بوادر الثورة الصناعية و النظام الرأسمالي ساهم في تغيير الفكر المؤسساتي تطورت الوحدات الإنتاجية و تحول مفهومها و تشكلها الى مؤسسات صغيرة و متوسطة الا أن الباحثين في تلك الفترة لم يولوا الاهتمام لمفهوم المقاول او المقاولاتية حيث ارتكز الاهتمام على المؤسسة دون مراعاة لأهمية الفرد ( المقاول ) و في هذا السياق فقد عرف النيوكلاسيك المقاولة على انها الوظيفة التي تقوم على التنسيق بين عوامل الانتاج ( راس المال .العمل ) كما ان دور المقاول ينتهي عند التقاء ميكانيزمات السوق و دينامية العرض و الطلب و هو ما انتقده الباحث contilon في أبحاثه و دراساته حول المقاول و الذي اعتبره عصب العملية برمتها و اهم اركانها . بالرغم من الإهتمام الكبير للمقاولاتية من طرف الباحثين الا أنهم لم يتفقوا على تعريف محدد للمقاولاتية كون تعريفها في تطور مستمر (1)و أنها عملية إنشاء في الأساس تروم منح الموارد العامة و الخاصة معا بهدف اقتناص الفرص الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية من بيئة متغيرة باستمرار (2) كما اعتبرها البعض مؤسسات رخوة و مطاطية تتميز بالتأقلم مع كل من المحيط الاقتصادي و الاجتماعي (3) و أنها مؤسسات قائمة على السبق في قطاع معين (4) بالإضافة إلى غيرها من التعريفات التي رامت الإمساك بحدود المفهوم و محاولة خلق تعريف موحد له . فما هي اذن اكراهات انشاء المقاولات في الريف و كيف تتعثر المقاولات في البيئة الريفية بحسب التعاريف السابقة للمقاولاتية ....يتبع . المراجع : J.l filion " management p.m.i" م هواري : " مدخل للمقاولاتية" ص 14 بلقاسم: " ثقافة المؤسسة المقاولاتية" ع.الجليل السالمي :" التفاعل بين التعليم و المقاولاتية".