عن جدارة وإستحقاق .. توج منتخب زامبيا بلقب كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى في تاريخهم بعد تغلبهم على منتخب كوت ديفوار في نهائي البطولة بركلات الترجيح بنتيجة 8-7 في المباراة التي أقيمت بينهما مساء الأحد بالعاصمة الجابونية ليبرفيل. إنتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح وسجل لمنتخب زامبيا الملقب بالرصاصات النحاسية كريستوفر وفيليكس كاتونجو ومايوكا وشانسا والحارس مويني وسينكالا وشيسامبا وسونزو وأهدر كالابا بينما سجل لكوت ديفوار شيخ تيوتي وويلفريد بوني وبامبا وجراديل ودروجبا وسياكا تيني ويا كونان وأهدر كولو توريه وجيرفينيو. قدم الفريقان مباراة جيدة المستوى خاصة من جانب تماسيح زامبيا وهو لقب أخر للفريق حيث فرضوا سيطرتهم علة الشوط الاول وكانوا اكثر من ند في باقي أشواط اللقاء للأفيال الذين لم يظهروا بالشكل المطلوب بإستثناء الوقت الإضافي ليهدروا فرصة إحراز اللقب للمرة الرابعة على التوالي بعد ان كانوا في مقدمة المرشحين خلال المرات الاربع. وقف الفريقان دقيقة حداد قبل إنطلاق اللقاء على أرواح ضحايا مجزرة بورسعيد. ودخل منتخب كوت ديفوار بتشكيل مكون من أبو بكر باري في حراسة المرمى وسياكا تيني وكولو توري وسليمان بامبا وجان جاك جوسو جوسو في الدفاع وديدييه زوكورا وشيخ تيوتي ويايا توري وجيرفينيو في الوسط وسالومون كالو وديدييه دروجبا في الهجوم. بينما دخل منتخب زامبيا بتشكيل مكون من الحارس كنيدي مويني وجوزيف موسوندا وستوبيلا سونزو وهيشاني هيموندي وديفيز نكوسو وناثان سينكالا وتشيسامبا لونجو وايزاك تشانسا ورينفورد كالابا والثنائي الهجومي كريس كاتونجو وايمانويل مايوكا. عبر المنتخب الزامبي عن نفسه بقوة مع بداية اللقاء ووجه لاعبوه تحذيراً شديد اللهجة قبل إنقضاء الدقيقة الثانية من ركلة ركنية نفذها التماسيح بتكتيك مميز وأكثر من رائع لتتهيأ الكرة على نقطة الجزاء أمام سينكالا الذي سدد الكرة قوية تصدى لها أبو بكر باري ببراعة منقذاً فريقه من هدف مبكر. بدأ منتخب زامبيا اللقاء متحرراً من كافة الضغوط وإعتمد في هجومه على الإنطلاقات في الجانبين خاصة في الجبهة اليمنى التي شغلها كاتونجو. أفيال كوت ديفوار لم تدخل المباراة بالقوة المتوقعة وظهر الحذر واضحاً على أدائهم ولم يكن لهم تواجد مؤثر في النواحي الهجومية ،في ظل إصرارهم على الإختراق من العمق وهو ما تصدى له دفاع زامبيا بكل قوة. مع الدقيقة العاشرة كان المنتخب الزامبي على موعد مع لطمة قوية بعد تعرض مدافعه موسوندا للإصابة وخروجه ليلعب مولينجا بدلاً منه. الخطورة الزامبية لم تتأثر بهذا التغيير الذي لم ينل من العزيمة القوية للاعبي الفريق وكاد مايوكا أن يباغت الأفيال بهدف من ضربة رأس لكن الكرة مرت فوق العارضة. غاب ظهيري الجنب في منتخب كوت ديفوار جوسو جوسو وسياكا تيني فإنعدمت الخطورة تماماً على مرمى مويني ،وظلت الخطورة الوحيدة للأفيال من خلال الهجمات المرتدة والتي تعامل معها دفاع زامبيا بشكل مميز والذي كانت له اليد العليا في كثير من الأوقات. تنوعت المحاولات الهجومية لزامبيا وشكل كالابا خطورة حقيقية على مرمى الأفيال من خلال تسديداته المتكررة. بعد مرور نصف ساعة بدأ أفيال كوت ديفوار في الإعتماد على الهجوم من الأجناب ،وفي أول هجمة أرسل جوسو جوسو كرة عرضية هيأها دروجبا بشكل مهاري رائع ليايا توريه داخل منطقة الجزاء لكنه سدد الكرة بعيدة عن المرمى مهدراً فرصة محققة. بذل نجوم منتخب زامبيا مجهوداً غير عادي خلال الشوط الأول جعل الكثيرين يتوقعون إنخفاض المعدلات البدنية في الشوط الثاني على عكس منتخب كوت ديفوار جاء أداءهم بطيئاً للغاية ولم يتحركوا كثيراً. تحرك جيرفينيو بشكل أفضل مع بداية الشوط الثاني فتحسن الأداء الإيفواري بشكل نسبي عنه في الشوط الأول ،وإن ظل سالمون كالو غائباً عن اللقاء ولم تكن هناك مساعدة حقيقية من لاعبي الوسط. في المقابل هدأ الإيقاع الزامبي عن الشوط الأول وظهر التحفظ على أداء لاعبيه لدرجة انهم لم يصلوا لمرمى أبو بكر باري على مدار الربع ساعة الأولى. ومع دخول اللقاء الدقيقة 60 إستعاد تماسيح زامبيا نشاطهم وهددوا مرمى الأفيال الذين تراجعوا مجدداً ليتدخل مدربهم فرانسوا زاهوي بإجراء تغييره الاول بإشراك ماكس الان جرادل بدلاً من سالمون كالو المختفي تماماً. تحركات جيرفينيو القليلة في الشوط الثاني نجحت في الدقيقة 68 في منح الأفيال ركلة جزاء نتيجة دفعه داخل المنطقة ،وفي وقت ظن فيه الجميع أن الفرج جاء لكوت ديفوار فاجأ "المتخصص" دروجبا الذي تصدى لركلة الجزاء بالإطاحة بالكرة في السماء مهدراً فرصة التقدم. عاد هيرفي رينارد المدير الفني لزامبيا بإجراء تغييره الثاني بنزول فيليكس كاتونجو بديلاً لمولينجا الذي لعب في الشوط الاول،ورد كوت ديفوار بتغيير أخر بإشراك يا كونان بدلاً من ديديه زوكورا. إندفع المنتخب الإيفواري للهجوم بشكل غير محسوب تاركين ورائهم مساحات كبيرة إستغلها كالابا وكاتونجا في تنظيم هجمات مرتدة سريعة. ألقى زاهوي بفيله الأخير في الدقيقة 87 بإشراك بوني ويلفريد ،وبعدها بثواني يهدر جراديل فرصة هدف مؤكد عندما إستلم الكرة داخل المنطقة وسددها لتمر بجوار القائم. في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع تدخل كولو توريه لينقذ مرمى كوت ديفوار من هدف مؤكد عندما أبعد الكرة من أمام أقدام مايوكا. تبادل الفريقان الهجمات في الوقت الإضافي لكن تبقى فرصة الشقيقين كاتونجو الأخطر عندما إنطلق فيليكس في الجبهة اليمنى وأرسل كرة عرضية قابلها كريستوفر مباشرة إرتطمت بأقدام ابوبكر والقائم وتحولت لركنية. حاول كل فريق تجنب معاناة ركلات الترجيح بإحراز هدف المباراة والبطولة خاصة أفيال كوت ديفوار الذي تحسن أداؤه بشكل ملحوظ مع إقتراب المباراة من نهايتها. قمة الإثارة في الدقيقة 116 من كرة طائشة أمام مرمى زامبيا فشل الحارس في الإمساك بها لتتهيأ امام جراديل الذي فشل في تسديدها بالمرمى الخالي مهدراً هدفاً على الأفيال لينتهي الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل ويلجأ الفريقان لركلات الترجيح.