يثير فيلم "العائلة الزرقاء" الوثائقي الذي بدأ عرضه نهاية الشهر الماضي على التلفزيون الهولندي، مسألة التمييز العنصري التي يعاني منها بعض المنتسبين لأجهزة الشرطة في البلاد وبخاصة أولئك الذين لهم جذور أجنبية. ويبيّن الفيلم، الذي أثار موجة نقاش بوسائل الإعلام الهولندية، منذ بدء عرضه، قضايا التنمر أوالخوف الذي ينتاب بعض المنتسبين لأقسام الشرطة حيث يأمل العديد من الضباط وغيرهم أن "يحدث التغيير". وتزامن عرض الفيلم مع مرور ذكرى مقتل جورج فلويد االثانية. ويذكر أن فلويد البالغ 46 عاما، قُتل اختناقا في 25 أيار/مايو 2020 بعدما أوقفه أربعة عناصر شرطة وضغط أحدهم هو ديريك شوفن بركبته على عنق فلويد لأكثر من تسع دقائق في مينيابوليس. الضابط بيريس كونراد شاهد على استشراء العنصرية بيريس كونراد ، أحد الضباط الذين ظهروا في الفيلم، ولد في مستعمرة سورينام الهولندية السابقة، وكان يحلم بأن يكون ضابط شرطة عندما كان طفلاً، انتقل إلى هولندا عندما كان في الرابعة من عمره ، وبعد فترة قضاها في الجيش أصبح ضابطا أمنيا في الشرطة. يروي، كونراد، أنه أثناء عمله، التقى بضباط شرطة كانوا يبحثون عن معلومات حول الجريمة في مجتمع سورينام. شجعه الضباط على الانضمام إلى مصالح الأمن وهو ما فعله، فقد أمضى في النهاية 26 عامًا في الخدمة. لكن كونراد وهو أسود البشرة ، يتذكر كيف أنه في عامه الأول حين كان منتسبا لأكاديمية الشرطة الهولندية، علق زملاؤه على صورة له يظهر فيها وراء قضبان حديدية بالقول " قردنا في قفص". الأمان بالخارج يبدأ بالسلامة في الداخل من جانبه، كان ضمن ضيوف الحلقة، قائد الشرطة هينك فان إيسن والذي قال : "القصص الشخصية توضح بشكل مؤلم مدى تأثير العنصرية على حياة الناس" مضيفا بالقول: " ينبغي العمل بمثابرة لمجابهة تبعات العنصرية" وتابع " الكل مدعو للعمل ضمن هذه الرؤية، وأقصد جميع الزملاء البالغ عددهم 65000 شخص ممن يعملون تحت إدارتي ، لأن الأمان بالخارج يبدأ بالسلامة في الداخل" حسب قوله. قال وزير العدل ديلان يسيلجوز لبرنامج حواري هولندي "آر تي إل بوليفارد": "لا مجال لاستشراء ظاهرة العنصرية والتمييز داخل أجهزة الشرطة لدينا" وصوت البرلمان الهولندي بأغلبية كبيرة هذا الأسبوع على مقترحات تقتضي وضع قادة الشرطة تحت إشراف أكثر صرامة، وأشار بعض نواب البرلمان الهولندي في هذا السياق، إلى حالات الانتحار في السنوات الأخيرة لثلاثة ضباط اشتكوا من التمييز العنصري ضدهم. في العام الماضي، نشرت صحيفة هولندية رسائل من محادثات جماعية للشرطة أظهرت أن الضباط يوجهون إهانات عنصرية ويمزحون حول قتل الأشخاص غير البيض. كتب أحد الضباط رداً ساخرا على مقتل فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا قتلها صديقها رميا بالرصاص. ضابطة شرطة: "بعضهم لا يثق بنا ولا يريد العمل معنا" أما مارغوت سنايدرز فقد أمضت 30 عامًا في الخدمة، داخل الأجهزة الأمنية بهولندا، وكانت ضيفة في الفيلم الوثائقي، وصرحت لوكالة أسوشيتد برس: "بعضهم لا يثق بنا ولا يريد العمل معنا". أثارت وفاة جورج فلويد في الولاياتالمتحدة قبل عامين احتجاجات ضد التمييز العنصري في هولندا وحول العالم. أرادت منظمة "كونترول ألت ديليت" ، وهي منظمة دفاعية تضغط من أجل ممارسات أفضل لتطبيق القانون ، تسليط الضوء على المشاكل داخل أجهزة الشرطة الهولندية. استعانت المنظمة بصانعي الأفلام ماريا موك وميرال أوسلو لتوجيه وإنتاج الفيلم الوثائقي "العائلة الزرقاء" الذي دعمت إنتاجه هيئة الإذاعة الهولندية العامة. قال جان سترويس، رئيس أكبر نقابة شرطة في البلاد، إن" مشاكل العنصرية وكذلك التمييز ضد النساء وأعضاء مجتمع المثليين منتشرة داخل صفوف الشرطة" حسب قوله. شارك جان سترويس يضًا في الفيلم. وقال لوكالة أسوشييتد برس "آمل أن تكون هناك نقطة تحول تاريخية" في إشارة منه إلى ضرورة وجود حلول لظاهرة التمييز العنصري داخل الأجهزة الأمنية في هولندا.