ابرز المشاركون في النسخة الرابعة من الأيام العلمية حول الماء، التي افتتحت أشغالها اليوم الأربعاء بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، الأهمية البالغة للموارد المائية غير التقليدية في التدبير المتكامل للمواد المائية بالمغرب. وأوضح أساتذة وباحثون، في افتتاح هذه التظاهرة العلمية التي ينظمها على مدى يومين فريق إدارة المياه والبيئة بمختبر العلوم التطبيقية التابع للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، أن الموارد المائية غير التقليدية، المتمثلة بالخصوص في مياه البحر المحلاة والمياه العادمة المعالجة، تعتبر من الحلول البديلة وغير الملوثة لإشكالية ندرة الموارد المائية، ويمكن الاستعانة بها في عمليات الري والسقي. في هذا السياق، أكد عبد اللطيف لمحمدي أستاذ التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة ومنسق أشغال الندوة العلمية، أن هذه التظاهرة العلمية المقامة تحت شعار "الموارد المائية غير التقليدية كبديل من أجل تدبير متكامل للمورد المائية بالمغربي"، تنظم احتفالا باليوم العالمي للماء الذي يصادف 22 مارس من كل سنة، وتزامنا مع الدورة التاسعة للمنتدى العالمي للمياه المنعقد حاليا بالعاصمة السنغالية والذي ينصب النقاش فيه حول "الأمن المائي من أجل السلامة والتنمية". وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بالنظر لكون الاستنزاف المكثف لفرشات المياه التقليدية المتمثلة في المياه الجوفية والمياه الصالحة للشرب يؤدي إلى استنزافها، فإنه وجب التفكير في موارد مائية أخرى غير تقليدية، منها مياه البحر المحلاة التي تخضع لمجموعة من محطات المعالجة كي تكون جاهزة للاستعمال في الري، وكذا مياه الصرف الصحي المعالجة التي تخضع بدورها لمجموعة من عمليات المعالجة كي تكون صالحة للاستعمال في الري. وتابع الأكاديمي أن المغرب قطع أشواطا مهمة في الاعتماد على المياه غير التقليدية، حيث تم إحداث مجموعة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات تحلية مياه البحر، ضمنها محطتان بكل من الدارالبيضاء وأكادير. وشدد، في السياق ذاته، على ضرورة تضافر جهود مختلف الفاعلين والمتدخلين والمصالح المعنية، لاسيما الجماعات الترابية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، من أجل تعزيز استعمال المياه غير التقليدية في السقي. من جهته، أكد الخادر غريبي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم بوجدة، على أهمية التركيز على تعبئة الموارد المائية غير التقليدية من خلال تحلية مياه البحر وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، وجمع الأمطار، واعتماد تقنيات الملء الاصطناعي للفرشات المائية. واستعرض، في السياق ذاته، معايير الجودة الواجب توفرها في المياه المحلاة (وضمنها مياه البحر والآبار ومياه الأنهار) حتى تكون صالحة للسقي، ومختلف المراحل التي تمر منها عملية التحلية وكيفية استعمال المياه المحلاة في عمليات الري. في سياق متصل، استعرض الخبير التونسي في الموارد المائية، محمد بويزمارني، تجربة بلاده في الاستعمال المعقلن للموارد المائية غير التقليدية، واستثمار مياه الصرف الصحي المعالجة كمورد للري والسقي في الزراعة. بدورها، أكدت طيبة حكي، مهندسة في المديرية العامة للمياه بتونس، في عرض حول "الملء الاصطناعي للفرشات المائية بتونس" على الدور الهام الذي تضطلع به الموارد المائية غير التقليدية في ملء الفرشات المائية والحد من استنزاف المياه الجوفية والموارد المائية التقليدية الأخرى. وتتواصل فقرات هذه الندوة العلمية، التي تعرف مشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين المغاربة والأجانب وطلبة بسلك الدكتوراه، بمناقشة جملة من المواضيع من بينها "الحلول البديلة وغير الملوثة لإشكالية ندرة الموارد المائية"، و"تعزيز التعاون والتنسيق في مجال التدبير المندمج للماء والبيئة". كما يبحث المشاركون "تقنيات تحلية المياه"، و"إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة"، و"جمع وتثمين مياه الأمطار"، و"التدبير المندمج للموارد المائية"، و"إزالة تلوث المياه". ويطمح هذا اللقاء، بحسب المنظمين، إلى أن يشكل فضاء للقاء وتبادل النقاش والآراء بين الأساتذة والباحثين وطلبة سلك الدكتوراه ومختلف الفاعلين السوسيو اقتصاديين الجهويين والوطنيين والدوليين.