لعل الجدل الحاصل اليوم حول إقامة سوق مرجان بمدينة الحسيمة بدأ يأخذ بعداً شخصياً بعد فشل مساعي العديد من الفعاليات والجمعيات المدنية التي تقف خلفها لوبيات اقتصادية تسعى لإقناع الرأي العام بنقل سوق مرجان إلى مكان آخر، ما قد يعبد الطريق لهذه اللوبيات للتحكم بأسعار السلع كيفما تشاء ومتى تشاء . إن هذه المغالطات التي يروج لها بعض المحسوبين على العمل الجمعوي و النقابي بالمدينة من ذوي الحناجر المأجورة، من خلال تنظيم وقفات احتجاجية لترويج سياسة التهويل و التخويف من بناء سوق مرجان لم تعد تنطلي على المواطن الحسيمي الذي أصبح يؤمن بحتمية الانخراط في مسلسل التنمية بهدف مواكبة التطورات الحاصلة وطنيا و محليا ورفع تحديات المرحلة القادمة . إن هذا التهويل الذي تمارسه هذه الفعاليات من خلال الوقفات الاحتجاجية بات أسلوب معتاد لرفض كل ما هو جديد، علماً أن النبرة العالية لا توصل إلى أي مكان ولا إلى أية نتيجة، خصوصا في ضل الوعي المنتشر بين ساكنة المدينة بضرورة وجود سوق ممتازة داخل المدينة قصد تلبية حاجياتهم، بعيدا عن تكلف عناء الانتقال إلى خارج المدينة كما يطالب من يطلقون على أنفسهم '' المتضررين من بناء سوق مرجان '' . إن التعاطي الواقعي مع الأمور يحتم على المعنيين و المسؤولين التعجيل بمثل هذه المشاريع التنموية من اجل تنشيط عجلة الاقتصاد المحلي وبالتالي خلق فرص التشغيل وامتصاص البطالة ولو بشكل جزئي، بغية تحقيق المصلحة العامة بعيدا عن أي حسابات ذاتية أو منافع شخصية ضيقة . [email protected]