في سابقة من نوعها بالمغرب، و في ظروف احترازية مشددة، يضع المهرجان الدولي للسينما بالناظور ،في دورته التاسعة، اللبنة الأولى لمهرجان حضوري في جزئ كبير من أنشطته، بعد أن أضحى العالم الافتراضي الملاذ الوحيد لبعض التظاهرات السينمائية. و لو على قلتها، تحدت كورونا و احتفلت بالسينما بعيدا عن الجمهور الذي يحن للعودة من جديد إلى الحياة الثقافية و الفنية. خلال الندوة الصحفية التي ترأسها مدير المهرجان الدولي للسينما بالناظور و رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم عبد السلام بوطيب، و حضرتها المدير الإعلامية للمهرجان الدكتورة حورية بوطيب، و محمد لعروسي مستشار المركز في شؤون التواصل و الاعلام و الحسين بويعمرين مدير البرمجة و جمهور من الإعلاميين المحليين تم تقديم الخطوط العريضة للبرنامج العام الذي ستحتضنه هذه السنة و على خلال سابقاتها، الكلية متعددة التخصصات بالناطور، ذلك أن المستفيد الأكبر من هذه التظاهرة هم الطلبة بالدرجة الاولى و الذين سيتمكنون مباشرة من متابعة دروس السينما التي سيلقيها كل من : المخرج السينمائي الفنيزويلي أتاوالبا ليشي. كما سيتمكن الطلبة من مشاهدة مختلف الأفلام الوثائقية و القصيرة و الطويلة المدرجة ضمن المسابقة الرسمية و ذلك وفق الشروط الصحية المعتمدة من طرف السلطات المختصة. و يعود اختيار فضاء الكلية المتعددة التخصصات لاحتضان فعاليات الدورة التاسعة حسب مدير المهرجان إلى:" أن الجامعة تعد نواة العلم و الأفكار التي تمكننا من التقدم و الرقي، خاصة في ظل الجائحة التي أثبتت بالملموس بأن العلم و الأبحاث و الدراسات هي السبيل الوحيد لخلاص الشعوب من الأمراض و الأوبئة التي قد تعصف بالبشرية جمعاء" .كما أنه و بحسب عبد السلام بوطيب فإنه من الأهمية بمكان إشراك الطلبة في أي مشروع ثقافي و فني هادف، خاصة أن المهرجان السينمائي الدولي بالناظور يعد تظاهرة فنية ذات بعد سياسي و حقوقي ستحاكي هذه السنة تيمة السينما في زمن الكورونا، مع عرض مفصل للعلاقات الاستراتيجية الدبلوماسية، الثقافية و الأكاديمية التي لطالما جمعت المغرب بأمريكا اللاتينية باعتبارها أمريكا ضيفة شرف المهرجان خلال هذه الدورة التي ستمكن مائة طالب من الحضور يوميا إلى مدرجات الكلية للاستفادة من مختلف الأنشطة المبرمجة، في تطبيق تام للإجراءات الاحترازية المعمول بها تفاديا لانتشار فيروس كورونا المستجد. بخصوص الأفلام المدرجة داخل المسابقة الرسمية، فإن المهرجان يضع رهن إشارة عشاق السينما إمكانية متابعة جميع 23 فيلما طويلا و قصيرا ووثائقيا على تطبيق فيستوم، من خلال تمكينهم من رقم سري يسمح لهم من الولوج ألى هذه المنصة و متابعة أحدث الأفلام التي أنتجت سنة 2020. و قد أكد مدير المهرجان على أن الأفلام المعروضة تمت التأشير عليها من طرف المركز السينمائي المغربي قبل السماح بعرضها داخل المهرجان، الذي يدعم الأفلام التي تدافع عن حقوق الإنسان و الحريات. كما أنه و بحسب عبد السلام بوطيب، لا يمكن ان يفرض منظموا المهرجان رقابتهم على الأفلام التي قد تتضمن لقطات صادمة لبعض المشاهدين، لأنها تدخل في إطار حرية تعبير و رؤية الآخر التي لا يمكن مصادرتها تحت أي ذريعة كانت. بخصوص هذا الصدد، أشار مدير المهرجان بأنه تمت برمجة دروس سينما لأربعة مخرجين كبار تعد هذه التظاهرة، حسب مدير المهرجان، مناسبة للترويج لمدينة الناظور التي أصبح لها صيت وطنيا و دوليا من خلال تظاهرة فنية و ثقافية و سياسية و حقوقية، استقبلت كبار الشخصيات المغربية و الأجنبية.