في صيف سنة 1924، كشفت تقارير صحفية ان الديكتاتور الاسباني الجنرال بريمو ديريفيرا، كان يفكر في التفاوض مع بريطانيا من اجل التنازل لفائدتها عن منطقة الريف مقابل صخرة جبل طارق الواقعة جنوباسبانيا والخاضعة للنفوذ البريطاني. وكشفت ذات المصادر ان رئيس الوزراء الاسباني، كان يميل الى هذا المقترح، بسبب المشاكل الكبيرة التي كانت تعاني منها اسبانيا في إخضاع منطقة الريف، وتعالي الأصوات في البلاد التي تطالب بعودة النظام البرلماني في اسبانيا، وكذا ظهور قيادات عسكرية ترفض الانصياع لأوامره مثل الجنيرالين سانخورخو وفرانكو. ورجحت ذات المصادر رفض الحكومة البريطانية لمثل هذا المقترح في حالة تم طرحه من قبل نظيرتها الاسبانية، وذلك لعدة اعتبارات، اولا لكون استعمار منطقة الريف كلف اسبانيا خسائر كبيرة في الأرواح والأموال، وافقدها هبتها العسكرية، كما ان الجنيرال ديريفيرا فشل في إخضاع منطقة الريف، أو على الأقل إلحاق هزيمة بالمقاومة هناك. وأضافت ذات التقارير التي اطلعت عليها جريدة "دليل الريف" انه حتى في حالة نجح الأسبان في "تهدئة" الأوضاع في شمال المغرب، بالنار وقنابل الغاز السام، فيصعب التنبؤ بموقف بريطانيا من هذا المقترح، لما يشكله جبل طارق من أهمية بالنسبة للانجليز، بسبب موقعه الاستراتيجي في مدخل البحر الابيض المتوسط وولاء سكانه، عكس الريف الذي يقطنه سكان شرسين لا يقهرون دائما.