شهدت قاعة المحاضرات بفضاء دار الطالبة الأنيق بميضار، إقليم الدريوش، على امتداد يومي 26 و27 يوليوز 2019 فعاليات النسخة الثالثة من "ملتقى أغبال" تحت عنوان "منطقة غرب جهة الشرق: المجال والهجرة والثقافة والتنمية الترابية"، الذي نظمته جمعية أغبال للتنمية والتضامن بشراكة مع الكلية المتعددة التخصصات بالناظور وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشرق. بعد كلمات الجهات المنظمة لهذه النسخة الثالثة، اُسْتُهِل اليوم الأول من الملتقى بمحاضرة افتتاحية استعرض فيها الأستاذ المحاضر أهم مؤهلات منطقة غرب جهة الشرق وفرص التنمية المستدامة فيها. لتنطلق أشغال الجلسة العلمية الأولى بمحور عنوانه "المجال والتاريخ" من خلال مداخلات تطرق فيها الأساتذة إلى معالم التشكل الحضاري للمنطقة، ومظاهر تعميرها، والأنشطة البحرية لوادي كرت خلال القرن التاسع عشر، فضلا عن تحولات المجال المتعلقة بالجوانب الاجتماعية وتدهور الموارد الطبيعية، وديناميات الإنسان بهذا المجال اعتمادا على حوض بودينار أنموذجا. تواصلت أعمال الملتقى في يومه الثاني بثلاث جلسات علمية؛ انطلقت الجلسة الثانية في ترتيب هذا الملتقى بمحور "الهجرة والتنمية". تتبع فيها الأساتذة مفردات هذا المحور وفق مقاربة تاريخية، وتوقفوا عند أثر كفاءات مغاربة العالم في النهوض بالتنمية، ودور الهجرة الدولية والجهوية في تنمية الريف الشرقي، وصولا إلى تقييم خمسين (50) سنة من الهجرة المغربية إلى هولندا باعتبارها سنوات للبذل والنماء. بينما استهدفت الجلسة الثالثة في محور "الموارد المحلية والتنمية الترابية" رصد الموارد الجيولوجية في إقليم الدريوش، وتحديات تدبير الموارد المائية واستراتيجية التنمية الشاملة ببوادي ومدن الإقليم. أما الجلسة الرابعة والأخيرة فقد تناول المتدخلون في محور "الثقافة المحلية والذاكرة" الفرجات الشعبية بالريف بين الاستمرارية والاندثار، وملامح من الحياة العلمية والفكرية بالريف باعتبار المنطقة منطلق انتشار المذهب المالكي إلى كافة ربوع المملكة. خُصِّص يوم 28 من يوليوز 2018 لجولة علمية على شرف المشاركين في هذا الملتقى في منطقة غرب جهة الشرق، شملت التعرف على التراث العلمي والحضاري بالمنطقة، حيث انطلقت الجولة من ميضار الأعلى في اتجاه تفرسيت حيث يرقد الأمير المريني طلحة بن أبي محلي، وقوفا بموقع أنوال ومحكمة عبد الكريم الخطابي بأخشاب أمغار المقابل لدهار أبران، مرورا بضريحي مؤسس إمارة نكور صالح بن منصور، وابنه إدريس. عرف الملتقى نجاحا كبيرا بالنظر إلى تنوع العروض المقدمة وجدتها، وعمق تحليل محاورها. وتنوع تخصصات المتدخلين من أطر المنطقة الذين ينتمون إلى مؤسسات علمية ومراكز بحثية ومعاهد من مختلف مناطق المغرب، حيث شهد الملتقى حضور أساتذة من جامعات مغربية كالدار البيضاء والرباط ومكناس ووجدة والجديدة والقنيطرة، وأجنبية كألميرية بإسبانيا، ومن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وباحثين من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ووكالة الحوض المائي لملوية ومكاتب للدراسات ... كما سجل الملتقى حضورا نوعيا شمل المهتمين من الأساتذة الجامعين وطلبة الماستر والدكتوراه، وجمعيات المجتمع المدني من داخل المغرب وخارجه، إضافة إلى حضور وازن لمغاربة العالم من أبناء المنطقة. حظي الملتقى بمتابعة إعلامية متميزة، ببرامج مباشرة وأخرى مسجلة من قبل وسائل إعلام وطنية مرئية ممثلة في القناة الوطنية الأولى، والقناة الثامنة، وأخرى مسموعة؛ من خلال الإذاعة الوطنية وأقسامها الناطقة بالأمازيغية والفرنسية والاسبانية والانجليزية، والإذاعة الأمازيغية، زيادة على الصحافة الإلكترونية بمواقعها المختلفة. كما تعززت هذه المتابعة بوجود قنوات تبث على الشبكة الالكترونية من خارج المغرب.