كشفت اسماء الوديع عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، عن بعض تفاصيل زيارتها رفقة عدد من اعضاء الهيئة، لقيادات الحراك المرحلين من سجن عكاشة بالدار البيضاء الى سجن طنجة 2. وقال الوديع في تدوينة على صفحتها بوقع التواصل الاجتماعي فايسبوك “ أعود لأشرككم في تفاصيل زيارتنا للمعتقلين القابعين بسجن طنجة 2 ،فقد تمكنا من التخابر مع كل من : محمد جلول ، عمر بوحراس ، عبد العالي حود ، ربيع الابلق ، إبراهيم أبقيوي ، صالح لشخم ، محمد الأصريحي ،أشرف اليخلوفي ، شاكر المخروط ، كريم أمغار ، الحبيب الحنودي ، سليمان الفاحيلي ،حسين الإدريسي ، جمال بوحدو و إلياس حاجي . طلبنا في البداية أن يقسم المعتقلون الى ثلاثة أفواج تضم خمسة معتقلين حتى تتاح لنا إمكانية التواصل معهم بشكل مريح و لكي لا يداهمنا الوقت ... كان أول من هل علينا الأستاذ محمد جلول مبتسما كعادته رغم سحنة التعب التي كانت تعلو محياه .... محمد جلول يقيم في زنزانة مع سبعة سجناء من الحق العام ، يواصل إضرابه عن الطعام في هدوء ، يتعايش مع ساكنة الزنزانة الذين أبدوا احتراما كبيرا له . و كان قد حضر أيضا الحبيب الحنودي الذي أخبرنا أنه مضرب بدوره عن الطعام تنديدا بالأحكام الجائرة في حقهم وبالطريقة المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية التي وقع بها ترحيلهم وتشتيتهم على عدة سجون دون مراعاة جانب القرب الذي تدعيه المندوبية .... يقيم في زنزانة منفردة في حي يوجد به بقية رفاقه دون أدنى إمكانية للتواصل معهم لم يتمكن الموظفون بالسجن من إحضار بقية العدد الذي طلبناه نظرا لحضور لجنة عن المجلس الجهوي لحقوق الانسان تقوم بزيارة تفقدية لهم فيما يرافقهم الدكتور محمد لشقر الذي التقى بربيع الأبلق . بعد نهاية زيارة الوفد المنتدب عن المجلس الجهوي لحقوق الانسان فوجئنا بإحضار بقية المعتقلين دفعة واحدة .... وكم كان اللقاء حارا مليئا بالعواطف رغم عدم قدرة البعض منهم على الوقوف ... والمدهش في الأمر هو ذلك العناق بينهم الذي لم نفهم سره إلا بعد أن أخبرونا أنهم لم يروا بعضهم منذ يوم الترحيل ...! تصوروا في نفس السجن وربما نفس الحي بدون أدنى إتصال . تحادثنا في عدة أمور منها على الخصوص الإضراب عن الطعام ومسيرة 21 بالرباط .... كل جهودنا لثنيهم عن الإستمرار في الإضراب ذهبت أدراج الرياح ... يقول محمد جلول مطالب الحراك كلها مطالب عادلة و مشروعة كان من المفروض تحقيقها من غير إنتظار المطالبة بها خاصة وأن المنطقة عانت من ويلات الحرب الإستعمارية التي وصلت حد الإبادة الجماعية بواسطة الغازات السامة .لم نخرج من أجل مطالب تخص منطقة دون أخرى ، كنا نهدف الى تحقيق تلك المطالب لكل المناطق المهمشة والتي تعاني الإقصاء و خرجنا أيضاً دفاعا عن الوطن بأكمله... هل هذا ما يستحقه شباب ونساء خرجوا يطالبون بالكرامة ، يقول محمد جلول !!! ولم يفت المعتقلين أن يبعثوا أجمل التحايا لكل من تضامن معهم في محنتهم و إلى كافة أبناء الشعب المغربي . عبد العالي حود يتساءل بمرارة كيف أن الدولة لا تفهم أنها بهذه الأساليب إنما تعمق الأزمة و الجراح معها ، يبدو أنها أي الدولة و المسؤولين ليس لهم ما يقدمون لمطالب الحراك سوى مزيدا من القمع والتضييق و الإجراءات الإنتقامية يؤكد الأستاذ جلول . أجمعوا كلهم أنهم لا يملكون سوى أجسامهم للتعبير عن رفضهم للأحكام الجائرة التي صدرت في حقهم و الإجراءات الإنتقامية التي يواجههم بها المسؤولون ... وأن سلاحهم الوحيد هو الإضراب عن الطعام".