في الساعة الثانية من صباح يوم 14 يونيو ، غادر قارب من ساحل الناظور ، شمال المغرب ، وعلى متنه 47 مهاجرا سريا، من دول جنوب الصحراء، نجا منهم اربعة اشخاص فقط، كانوا شاهدين على عشرات اخرين وهم يغرقون في البحر بينهم امرتأن وطفل لا يتجاوز اربع سنوات. ناجيان من بين الاربعة يرويان قصة هذه المأساة التي راح ضحيتها 43 مهاجرا سريا، كانوا يسعون للبحث عن "حياة افضل" في اوروبا، قبل ان تنتهي مغامرتهما الى جثث ومفقودين في بحر البوران. يقول الناجيان في حديث لصحيفة اسبانية ان حكايتهما مع هذه المأساة بدات في ليلة الرابع عشر من يونيو عندما تم اخبارهم ان القارب الذي سيقلهم الى الضفة الاخرى، سيغادر الناظور في الساعة الثانية صباحا، عندما يغادر افراد الامن الساحل، وهو ما تم حيث ابحروا لمدة اربعة ساعات الى ان وصلوا الى المياه الدولية، ليطلقوا نداء استغاثة من اجل انقاذهم من طرف خفر السواحل الاسباني. واشار الناجيان ان قائدا القارب وهما من دولة السنغال طلبا من المهاجرين عدم التحرك والتزام امكنتهم للحيلولة دون انقلاب القارب، في انتظار وصول الانقاذ، دون اي ماء ولا طعام، بعد اعتقادهم ان المصالح الانقاذ ستتدخل فور اطلاقهم للنداء. وبعد ساعات طويلة يضيف الناجيان لم يكن هناك اي تدخل لانقاذهم، قبل ان يقرر قادة القارب العودة الى المغرب، الا ان المحرك اصيب بعطب، واندلعت فيه النيران حيث اجبر غالبية الركاب على السقوط في الماء بدون سترات نجاة، ، وبعد مدة قصيرة بدؤوا في الغرق واحدة تلو الاخر بسبب العياء، باستثناء 10 منهم تمكنوا من التشبث في قطع من القارب. ويقول الناجيان ان احد قادة القارب قرر الانتحار غرقا بعد ان كان يتلو جملة "ليس هناك امل ولن يتم انقاذنا"، ليفلت القطعة التي كانت يتشبث بها ويختفي في الماء. وبعد يومين من غرق القارب لم يبقى على سطح الماء سوى اربعة اشخاص، من بين 47، من بينهم احد قائدي القارب، حيث سيتم انقاذهم في ليلة 16 يونيو، من طرف طائرة مروحية تابعة لخفر السواحل الاسبانية، وتم نقلهم الى المستشفى.