لم يثن الوعيد الذي أطلقته سابقا «الودادية الحسنية للقضاة» في حق زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد ، نبيلة منيب ، هذه الأخيرة عن الحضور مرة أخرى لمتابعة أطوار محاكمة حراك الريف، برفقة البرلماني عمر بلافريج وقياديين بالمكتب السياسي للحزب، وهو الأمر الذي أثنى عليه المعتقلون واعتبروه دعما معنويا لهم ، حسب ما أفاد به والد ناصر الزفزافي ، قائد حراك الريف ، بعد زيارته لابنه أمس الأربعاء حيث قال: «رغم أن ناصر غير منتم إيديولوجيا لأي جهة إلا أن حضور المكتب السياسي أفرح ناصر وباقي المعتقلين الموجودين في القفص الزجاجي ، إنه دعم معنوي وحضور مشرف». ونقلت نبيلة منيب في اتصال هاتفي مع عائلة ناصر مناشدة هذا الأخير والدته بأن توقف إضرابها عن الطعام . « قولي لوالدتي إذا لم توقف إضرابها عن الطعام فسأضرب عن الماء كذلك « يقول ناصر لمنيب طالبا منها أن تقنع والدته المريضة والحديثة العهد بعملية جراحية بسبب السرطان الذي ألم بها، أن تعدل عن فكرة الإضراب وهو ما حاولت منيب القيام به . عمر بلافريج ، اعتبر الإضراب عن الطعام الذي باشره ناصر منذ ثمانية أيام و تبعه أحد عشر معتقلا منذ الجمعة المنصرم ، هو ب»مثابة صرخة ضد الظلم وشروط المحاكمة غير المنصفة»، قائلاً ل«القدس العربي»: «بعد متابعته أول مرة محاكمة معتقلي الريف من داخل قاعة محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء لا يشرف أن ترى منظومة العدالة في المغرب ، إنها تذكرني كجيل ازداد في منتصف السبعينيات بالحكايات التي كنا نسمعها عن محاكمات الستينيات و السبعينيات خلال سنوات الجمر و الرصاص « ، مضيفا « نحن ندعم هؤلاء المعتقلين مائة بالمائة وأسعدتنا ابتسامتهم التي علت وجوههم بعد رؤية أعضاء المكتب السياسي للحزب حاضرين لدعمهم « . ورغم ما حمله حديثه من استياء من ظروف المحاكمة و من منظومة العدالة في المغرب إجمالا، إلا أن بلافريج يرى بارقة أمل قادم في عيون الشباب الماثلين في المحكمة قائلاً: « الجانب الإيجابي في كل هذا ، هو أن هناك شرفاء في هذا الوطن يغارون عليه، وهم هؤلاء الشباب المعتقلون و هيئة دفاعهم « ، معتبراً أن ما يجب القيام به في أقرب وقت هو إطلاق سراحهم ، فكل ما عاشه المغرب من أزمات سياسية واجتماعية خلال هذه السنة ، يقول أن هؤلاء المعتقلين كانوا هم أول من دق ناقوس الخطر القادم عبر الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف . «هؤلاء الشباب يجب أن يطلق سراحهم ومستقبلا هم من يجب أن يمثلوا ساكنة الريف محليا ووطنيا في البرلمان» ، هكذا يرى بلافريج وهو يثني على «شجاعة و جرأة وصدق المعتقلين»، قائلاً : «بلادنا تحتاج هذا النوع من المواطنين والمسؤولين الصادقين والذين لهم غيرة على مصلحة البلاد، هؤلاء الشباب يحبون بلدهم و إذا عاهدوا وفوا «، خاتماً كلامه «مع هؤلاء يمكن البناء ، ولا يمكن أن نبني مستقبلا مع المنافقين» . وشهدت جلسة أول أمس الثلاثاء، إضافة لسياسيي «فدرالية اليسار الديمقراطي «، حضوراً كثيفاً لمراقبين وحقوقيين يتابعون محاكمة معتقلي الريف التي استكملت حولاً كاملاً وما زالت أمامها فصول، كما عرفت حضوراً كبيراً لهيئة الدفاع التي تؤازر المعتقلين. «علامات الإضراب عن الطعام بدأت آثارها تعلو ملامح ناصر. اصفرار و تعب. حالته تدهورت نسبيا لكنه بعزيمة قوية « يقول والد الزفزافي ل«القدس العربي» بعد زيارته لابنه وهو يتمنى أن يلقى الإضراب آذانا صاغية لمطالب بسيطة تحفظ الحد الأدنى من الشروط الإنسانية للمحاكمة و ظروف الاعتقال . وكان ممثل النيابة العامة، حكيم الوردي ، قد ناشد المعتقلين المضربين في جلسة المحاكمة أن يفكوا إضرابهم عن الطعام قائلا أنه لا يجد حرجا في القول أن «بينهم حكماء» .