يَعيش حزب العهد الديمقراطي "زلزال" تنظيمي داخلي ناتج عن انقسام حاد في صفوفه، أفرز قيادتين للحزب متعارضتين تتدافعا حول الشرعية"، حيث أصبح الحزب يَسير بأمينَيْن عامّيْن ومكتبين سياسيين. وعرف الحزب في ظرف أسبوعين تنظيم مؤتمرين وطنيين، انتخب كل واحد منهم قيادة للحزب، ليغدو الأخير بقيادتين، تتمسّك كل واحدة منهما ب"التمثيل الشرعي" للتنظيم السياسي للعهد الديمقراطي. المؤتمر الأول الذي انعقد بالرباط في 23 من أبريل الماضي دعا اليه تيار مرزوق أحيذار الذي تحالف مع مجموعة نجيب الوزاني الذي كان قد ابعد من الحزب، قبل أن يعود من نافذة الشرخ الذي حصل بين قيادته الجديدة. وانتخب هذا المؤتمر الذي نظمه تحالف الوزاني واحيذار، هذا الأخير أميناً عاماً للحزب فيما انتخب الأول رئيساً شرفياً وناطقاً رسمياً باسم العهد الديمقراطي. أما المؤتمر الثاني فقد انعقد أمس السبت 06 ماي الجاري بمدينة الدريوش، ودعا اليه تيار عبد المنعم الفتاحي تحت شعار "وحدتنا الوطنية هي الدعامة للريادة الإفريقية"، وانتخب عبد المنعم الفتاحي أمينا عاما للحزب، كما تم اختيار والمصادقة على أعضاء اللجنة المركزية، والذين انتخبوا بدورهم أعضاء المكتب السياسي. وتعليقاً على هذا المؤتمر الثاني قال نجيب الوزاني، أن هذا الاجتماع لاعلاقة لهم بالحزب، مُستنكراً هذا التصرف الذي قال عنه انه "يهدف يائسا التشويش على مسيرة الحزب وتاريخه النضالي"، كما أكد أن عبد المنعم الفتاحي سبق أن تم طرده من الحزب "بعد أن قام بحملة انتخابية لصالح حزب آخر، ووضع نفسه عمليا وأخلاقيا وقانونيا خارج الحزب وهياكله، يقول الوزاني. ومن المنتظر أن ينقل لطرفين هذا "الصراع" حول قيادة الحزب الى القضاء ليقول كلمته ويحسم الأمر لفائدة أحد الأطراف.