استغرب سكان مدن شمال المغرب، من ظاهرة غريبة لم تشهدها المنطقة من قبل تمثلت في نزول أمطار طينية ليل أمس الأربعاء. و اكتست بعض الشوارع وسط المدينة حلة بين "البنية و الصفراء"، بعد تهاطل أمطار سبقتها عواصف رعدية حوالي الساعة الثامنة ليلا، واستمرت إلى حدود منتصف الليل، وغطت السيارات والطرقات. وأوضح مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، يوعابد الحسين، أن الأمطار الطينية ظاهرة طبيعية، نافيا أن تكون لها علاقة بالتلوث. وقال يوعابد في تصريح ل"عربي21" إن المغرب يعيش هذه الأيام على وقع منخفض جوي، أدى إلى صعود رياح جنوبية جاءت من المناطق الجنوبية الشرقية من فكيك وبوعرفة والراشدية (الجنوب الشرقي). وأضاف يوعابد أن "سرعة الرياح معتدلة تتراوح بين 50 و60 كلم في الساعة، وهي التي أدت إلى حمل الغبار نحو الأجواء العليا والمتوسطة، وانتقلت هذه الرياح نحو المناطق الشمالية والأجواء المتوسطية، الناضور تطوان وطنجة (شمال) وبلغ هذا الغبار مدن جنوب إسبانيا". وأفاد أن "هذا الغبار استمر في الأجواء العليا والمتوسطة، ومع تساقط الأمطار، اختلطت مع الغبار الذي كان في الأجواء العليا، وهو ما سبب هذه الأمطار الطينية أو الترابية". وتابع أن الأمطار الطينية أدت إلى "تغيير الرؤية حيث أصبحت بين لونيين هما الأصفر أو البني، واستمرت هذه التساقطات حتى منتصف الليل". ونفى يوعابد "وجود تلوث في الأمطار التي سقطت، فهي أمطار وظاهرة طبيعية، فمثلا بالعراق والكويت يسقط هذا النوع من الأمطار فتسقط أمطار يكون لونها أصفر وهي ناجمة عن الرمال لا أكثر".