سنين تعاقبت، أيام مضت ولحظات مرت، وبين صفحات هذه السنين والأيام واللحظات عشنا وتعايشنا مع واقع ومحيط قد حملوا لنا عدة وقائع ومعطيات وأحداث ، شكلت بدورها دروسا وعبرا وتجارب من أجل اكتساب تعلمات وكفايات ، تجعلنا نؤسس لقرارات ولأفكار نوظفها حتى نحقق نتائج يرتقي بها واقع محيطنا الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي ، فهل تعلمنا هذه الدروس ؟ واكتسبنا هذه التجارب ؟ وهل ارتقينا كي يرتقي واقعنا معنا ....؟ . كلنا بصمنا على نهاية سنة ، وكلنا مدركين حمولة هذه السنة ، لكننا لسنا مدركين كم من سنة مضت وحال أحوالنا لم تتغير، بل أصبح مفهوم التغيير بالنسبة لها ولنا مجهولا وغريبا غرابة مواقفنا كمسئولين وكمواطنين وكفاعلين وكأكدميين وكتربويين وكنخب سياسية وثقافية ....الخ ، من من هؤلاء قدم شيئا كانجاز وكرقم وكتاريخ أو كان قدوة في نظر مجتمعه أو كان سببا في بناء مواقف بناءة ، من ومن ومن ومن ....؟؟؟؟؟؟؟ سؤال أقهرتنا به السنين خلال انتهائها وبدايتها ، ودائما يقابله جواب حاضره مفقود ومستقبله مجهول . مدينة الحسيمة ، جوهرة ومنارة البحر الأبيض المتوسط ، وضمن الخلجان الأجمل في العالم ، انها عبارات تحت أوتار لحن ملعون ، انها عزف على معاناة العديد ممن يسكن هذه الأرض الشريفة ، انها اوهام معلقة بغصن مكسور للأجيال القادمة ،مدينة الحسيمة بسكانها ومواردها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي وتاريخها ، تحمل عند نهاية كل سنة جروح بليغة وألام عميقة الدلالة والمعنى تتصدرها ملفات اجتماعية منسية ومدفونة تحت الغبار المتراكم عليها مستنجدة بكل عام .... بكل عام ... لعله يكون منقذها . " جوج أبحور وعيشة مقهورة " ، شعار ودعت به ساكنة الحسيمة سنة 2016 ، شعار يحمل معاني ودلالات كلنا وقفنا عنده بتمعن واحساس وتعبير ،انه شعار بتفسير واحد وفهم واحد ، انه شعار يدل على الواقع الاجتماعي والاقتصادي لمدينة الحسيمة ، انه شعار القهر والمعاناة والحكرة والفساد وكشف السياسات "العقيمة " "عقم "المشاريع والمؤسسات والمجالس والاطارات ، فكل ما يتمخض عن العقم ما هو الا أوهام تم نسجها بخيوط تفرعت عنها سيمفونية من المفاهيم ، كالتنمية والاستدامة والحكامة والتشارك والجهوية حتى اختلط الأمر بين الداء والدواء . هكذا ودعنا ،و ودعت مدينة الحسيمة سنة 2016 ، كما ودعت ما سبقها من سنين والتي لا يمكن القول عنها الا أنها سنين سعيدة على من امتلأت جيوبهم وحساباتهم بالأموال واشتد عضدهم بتقوية نفوذهم وازدادت صفقاتهم أرباحا مضاعفة بزيادة نفاقهم ونوم ضميرهم وخطاباتهم القائمة على عواطف الانتماء والهوية وأنهم "أسياد الريف " والريفيين ، هنا ينتهي عزفنا لمقطوعة نهاية السنة وحلول سنة جديدة بعنوان " حسيمتي بين واقع الحال ومستقبل المحال".