احتضن الحي الجامعي السوسي 1 بالرباط مؤخرا ندوة فكرية تحت عنوان "محمد بن عبد الكريم الخطابي: رجل فكر و مقاومة" أطرها كل من الأستاذين أحمدالحمداوي و عبد الوافي المسناوي، و المنظمة من طرف لجنة ثيفاوين للثقافة و الرياضة ، وقد شهدت الندوة حضورا جماهيريا كثيفا خلال المداخلة الأولى للأستاذ أحمد الحمداوي ، أبرز أن التكوين المعرفي و الأكاديمي أسهم بشكل كبير في رسم ملامح شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي هته الشخصية التي ما يزال تاريخها يصنف ضمن خانة الطابوهات –يضيف الأستاذ الحمداوي – و في ذات المنحى، شدد على حتمية العودة إلى الماضي بغاية فهم الحاضر و من ثمة، إستشراف آفاق المستقبل و لن تتأتى هذه العودة، إلا بضرورة الفهم الدقيق للظروف التي تحكمت في صناعة التجربة السياسية و العسكرية لمولاي محند. و أوضح في نفس السياق، أن عبد الكربم الخطابي يعد شخصية استثنائية استطاع –يردف المتدخل- أن يتخلص من الإرث الثقيل للمرجعية السلفية و أن يمتح من معين حداثي و الذي كانت بصماته واضحة خلال مراحل تشكل وعيه السياسي و كذا قدرته الفائقة على لم قبائل الريف في مؤتمر جبل –رقامث- ليخلص في الأخير إلى أن الأجيال الحاضرة مدعوة إلى الاستعانة بهذه التركة الفكرية التي خلفها ذلك الرجل القصير. أما المداخلة الثانية للأستاذ عبد الوافي المسناوي، فقد اتسمت بنوع من التنظير الفلسفي محاولة تلمس الآثار الفكرية التي نحتها مولاي محند و كذلك فهم طبيعة المشروع السياسي و الفكري لهذا الرجل الفذ و ذلك من خلال دراسة ثلاثة محاور أساسية و هي : 1. خطابي الريف 2. خطابي القاهرة 3. الخطابي جذوة الفكر المستنير مؤكدا أن مولاي محند خبر مناورات الإستعمار الإسباني و لذا ، فإنه كان يحمل في وعيه و لا وعيه قناعة راسخة بإلزامية محاربة الاستعمار بما هو حق طبيعي يزعزع الفكر التوطاليتاري لذلك، فإنه خاصم طويلا قادة الحركة الوطنية الشيء الذي تمخض عنه إنتهاء شهر العسل بينه و بين هؤلاء القادة داخل لجنة تحرير المغرب العربي، و ألمح إلى أن إنشاء الجمهورية الريفية كان ضرورة سياسية لا غاية إيديولوجية، و فيما يرتبط بطبيعة المشروع الخطابي، أكد المتدخل أن حق المقاومة التي تعد من مبادئ اللبيرالية الكلاسيكية: أولم يكن عبد الكريم الخطابي صاحب فكر ذا نغمة ليبرالية أصيلة؟ يتساءل المتدخل بصيغة استنكارية و في الأخير، خمن الأستاذ المسناوي أن عراقة الثقافة الريفية و الإرث المتوسطي الثري ربما كانا ثاويان في مفكرة مهندس أنوال. و بعد ذلك أفسح المجال للمناقشة قصد المساهمة في تسليط مزيد من الضوء على مداخلات الأساتذة المحاضرين من خلال التساؤل حول بعض الحيثيات التي أحاطت بالتجربة التحررية و التجربة السياسية لمحمد بن عبد الكريم الخطابي لجنة تيفاوين