يعيش سكان جماعتي بني جميل مكصولين وبني جميل مسطاسة من الجماعات الترابية المنتمية إداريا بدائرة بني بوفراح بإقليم الحسيمة ظروف معيشية متدنية، خلال السنوات الماضية، بسبب فشل جميع الحلول المقترحة، مثل إدماج الفلاحين في المخطط الأخضر وبرنامج تهيئة الطرق بالعالم القروي وبرامج وزارة الصحة. ويعتقد السكان أن سبب مأساتهم هي زراعة «الكيف» بهذه المناطق، إذ يعيشون في خوف دائم من المداهمات والشكايات الكيدية. يقول مواطن «سبب تهميشنا وهواننا وذلنا يعود بالأساس إلى هذه المادة». وأكد أنه «لابديل عن الكيف، فرغم أنه يسبب لنا المتاعب إلا أنه يبقى المساعد الوحيد لنا على أعباء الحياة». وحسب السكان، فإن المنطقة تدفع ضريبة خمول منتخبيها، إذ لم تستفد من المشروع الكبير»الحسيمة منارة المتوسط» الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقته السنة الماضية، كما لم تستفد الجماعات الترابية من مشاريع ذات قيمة إلا مشروعين حسب ماتردد حينها «مشروع تهيئة واد فضال للحماية من الفيضانات» وكذا مطرح «للنفايات». ويشار إلى أن جلالة الملك أمر الحكومة السابقة بإدراج صندوق لتنمية العالم القروي في قانون مالية 2016 بقيمة مالية تصل إلى حدود 50مليار درهم وتمتد لخمس سنوات .فماذا استفادت أو ستستفيد الجماعتان المذكورتان من هذا الصندوق؟ يتساءل السكان. وأكدوا أن الطريق المحلية التي تربط مركز»السبت» بدوار» أخلوقت» وتمتد على مسافة 24 كيلومترا تشكل مظهرا آخر لهدر المال العام، إذ يقاسي السكان عذابات يومية، بسبب هذه الطريق الرئيسية، جراء وضعيتها الهشة والمزرية، والأمر نفسه بالنسبة إلى المسالك الطرقية. ويعاني السكان أيضا تدهور البنيات التحتية للمراكز الصحية، ثم بعدها عن الدواوير المتناثرة في أرجاء الجماعتين، أما جودة الخدمات الصحية فحدث ولا حرج، علما أن دوارا مثل كلث والدواوير المجاورة التي تقطنها 1000 نسمة لا تتوفر على مستوصف صغير، رغم نداءات السكان المتكررة للمصالح الخارجية للوزارة. وقال السكان إن هذه الأوضاع المتردية، على كافة المستويات، تدفع عددا منهم للهجرة إلى تطوان وطنجة والمدن المجاورة، بحثا عن حياة أفضل، بدل انتظار الذي يأتي أو لا يأتي.